فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
الأخ العزيز «فضول تعزي» المحترم... بعد التحية:
أرفع مظلمتي إلى جريدتكم الغراء «لا»، التي هي صوت الشعب وضميره وشاكية السلاح ضد العدوان ودفاعاً عن حقوق شعبنا المظلوم، واسمحوا لي أن أشكر كل القائمين عليها.
لقد مكثت في السعودية قرابة عشرين عاماً، لقيت فيها النَّصَب وصنوف العناء والمشقة، ولست قادراً أن أحكي قصة أول يوم سفر، إذ كنت ضمن عشرة أفراد دخلنا السعودية تهريباً واجتزنا الصحارى والقفار والهضاب والجبال على الأقدام، وتم بيعنا لبعض عساكر الحدود السعوديين، الواحد بألفي ريال سعودي.
عملت راعياً للأغنام لمدة سنتين، وبعدما وصلت «الدمام» بعد أن دبر لي أحد موظفي سفارة اليمن بجدة جوازاً بدل فاقد بثلاثة آلاف ريال... المهم تعلمت الخياطة وعملت بدكان كفيل سعودي ليلاً ونهاراً، وعملت في قهوة، وبائع خضار... حصلت على مبلغ فتحت به في صنعاء بسطة ملابس على «عربية» أحياناً في «شارع هائل» وأحياناً في شارع من شوارع «باب اليمن»... المهم أني أتعرض لمضايقات شتى؛ ساعة من قبل أناس يزعمون أنه من باب «المجهود الحربي» لدعم الجبهات، وأخرى مقابل «العرصة» أو المكان الذي تقف عليها «العربية»... وإذا لم أدفع فإنه يلقي بـ»عربيتي» وما عليها في الشارع والناس ينظرون.
ذهبت مرة أشكوه إلى قسم الشرطة. استدعاه رئيس القسم، وما إن رآه عاتبه وقال له هذا جاء يشكوك ولكن سأصلح بينكما... فيا أخ، عليك ألا تدفع كل يوم، وإنما في كل أسبوع تسلم ألفي ريال فقط، تسلمها لعندي، وتوكل على الله، سر لك. فوليت وسحبت عربيتي إلى شارع آخر!
يا قومنا، صاحب «العربية» هذا ليس إلا أنموذجاً للفقراء الذين يعولون أسراً جوعى ومرضى، وليس المتنفذ الدّعي إلا أنموذجاً للسرّاق المرتزقة الذين ينهبون الناس أموالهم، يبدؤون بالدكاكين والبقالات ولا ينتهون بالشركات، يبتزون خلق الله باسم «الجبهات» و»مقاومة العدوان»، ولا يمتون للجبهات ولا للوطن والإسلام والعروبة بصلة، فواجب رجال الأمن والمباحث الشرفاء بخاصة أن يمارسوا الحق القانوني والأخلاقي بغيرة دينية ووطنية، فهؤلاء هم الحرب القذرة، الذين يصنفون من ضمن العدوان ويستنزلون دعاء المظلومين على «الأنصار» و»الإنقاذ» معاً!
ولعلي يا أخي كنت أطلب أن توافيني بمعلومات على الأقل عن القسم الذي كحلها فعماها، ولا نامت أعين المرجفين!

أترك تعليقاً

التعليقات