فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -

أثبت الواقع السياسي أن قرار تابعي عدوان الرياض ليس بأيديهم، وهو ما شهد به هؤلاء التابعون بالصوت والصورة، وأسجل قصور إعلامنا الوطني الذي لم يقم بإذاعة هذه الاعترافات بشكل يتناسب مع الموقف، فهي اعترافات جرائم مشهودة ومشهورة بإمكانها أن تقنع من يريد أن يكشف عن عينيه الغطاء لينظر ما صنع العدوان بوطنه ومواطنيه.
كان رئيس النظام السابق، وهو في الترتيب الثاني بعد الأحمر في كشف (اللجنة الخاصة)، يعلق على من يسأل عن تابعي السعودية بقوله باللهجة العامية: (خليهم يطلبوا الله ويعيشوا). وكان عليه أن يتعيش معهم، والسؤال للرئيس القائد: أكان من الممكن أن يخالف هؤلاء طالبو الله والمتعيشون، أمر أسيادهم في اللجنة الخاصة، وهو أمر أو هي أوامر أولها الموافقة على بيع الجغرافيا اليمنية، وثانيها التفريط بسيادة القرار السياسي، وثالثها وليس أخيرها الارتهان المطلق لإرادة أعراب النفط المملوك لأمريكا!
القاصي والداني والصغير والكبير يعلم أن لا حكومة يمنية إلا بإذن الرياض، فهي التي تسمي الوزراء، أما سفارة الرياض بصنعاء فهي التي تسمي مدراء العموم، وتؤشر أمام من تم استبعادهم: (هذا ناصري وهذا بعثي وهذا شيوعي)، والملحقان الإعلامي والثقافي هما اللذان يقترحان الأسماء البديلة، بالتعاون مع أجهزة الاختصاص في حكومات (السيادة المنقوصة)!
لم أعول على تصريحات (خصروف)، فهو صحي مسكين، ربما لا يجيد حتى وضع القطن على الجراح، وإنما أعول على تصريح (الميسري) وزير داخلية هادي، والذي أكد أن الإمارات تحتل اليمن، وأنه لا يستطيع زيارة أية مؤسسة في عدن دون إذن المفوض ـ غير السامي ـ الإماراتي، وكذلك تصريح علي الحسني، أحد مرتزقة العدوان، الذي قال صوتاً وصورة إنه لا توجد لغة لوصف الانتهاكات التي يلقاها اليمنيون في سجون الإمارات البحرية والبرية، من بينها اغتصاب الرجال.
والآن تضطر الرياض وأبوظبي للتفاوض مع  اليمني لإطلاق سراح ضباط سعوديين وإماراتيين، وربما إسرائيليين، غير أن من شروط العدوان عدم إذاعة تفاصيل عن معتقلي العدوان.
وأثبت الإعلام الأمريكي أن الأمريكيين يقومون بالاستجواب، ويوجهون عملاءهم في السجون لتعذيب الأسرى. والفعل الأكثر إجراماً هو شراء العدوان لوكالات الأنباء ومنظمات حقوق الإنسان لإسدال (الغماق والحجاب) على (تزفير) عشرات اليمنيات إلى الإمارات، للتدريب على مكافحة العنف، وهي تجارة رائجة في مدن الإيدز والسفلكس في بلاد البدو، وهو نفس السبب الذي حدا بالمرحوم صدام حسين لاحتلال الكويت عندما زعم أنه يجري الدينار الكويتي فيلهث وراء شرف (ماجدات) العراق بثمن بخس!
كان رئيس النظام السابق دعا للحوار المباشر مع دول العدوان، وليس مع المرتزقة، ولكنه في ما يبدو لم يكن موفقاً في المقترح، فهم أقل شأناً وأوضح ارتزاقاً، وشرفاؤهم خارج الزمان والمكان والقرار والموعد.

أترك تعليقاً

التعليقات