فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -

لا انقطاع بين فترات الأمم على المستوى التاريخي، فكل عصر هو امتداد تاريخي لما سبق - على نسبة ما. فترات الأمة العربية أوضح مثال على ما نقول، فلم يقف الأمر على الفترة هذه التي نعيشها، بل هذه الفترة استمرار للصراع الذي كان يعيشه تاريخ العرب في الجاهلية شمالاً وجنوباً، وتحديداً بين القحطانية والعدنانية، مما كان يستدعي طلب أو استقدام نجدة هذا الطرف أو ذاك، وما إن يقوم الوسيط الأجنبي بدور هذا الإسعاف نراه قد سيطر على مقاليد الأمور، يأمر وينهي، وما يمثله في القدم الفرس والأحباش وفي العصر الحديث هو المسعف المصري في اليمن الذي صادر الإرادة اليمنية إلى درجة أن حكومة الفريق العمري ووزراء الفريق قد سجنت في القاهرة. هذه الوزارة التي أرادت أن تطرح وجهة نظرها أمام القيادة المصرية على رأسها جمال عبدالناصر، فمن الطائرة إلى السجن ولم يتسن لها أن تحقق هذه الأمنية التي تاقت أن تخرج من السجن الذي مكثت فيه بضعة شهور، وضاق السجن بهؤلاء الوزراء فترجم مشاق هذا السجن الأستاذ أحمد النعمان: "كنا نريد حرية القول والآن نريد حرية البول"، والكثير من الأمثال لا تتسع لها هذه المساحة. والطريف أن وزارة اليمنيين حاولت أن تستنجد بعبدالناصر ليفك الخناق عن القرار اليمني، فإنها تشبه هؤلاء المرتزقة الذين ذهبوا وزراء وشخصيات أخرى تستنجد بالسعوديين ليضربوا اليمن ضرباً يتجاوز التدمير إلى درجة العدم. ومن الصعب أن يجيب هؤلاء الخونة على سؤال أبنائهم: ماذا كنتم تفعلون آباءنا الأعزاء في الرياض وتركيا ومصر والإمارات حين كانت بلادنا تزلزل بالصواريخ المحرمة دولياً، فطالت الأحياء والأموات؟!
لقد كانت اليمن في ذاكرة كل عدو وكل مرتزق مجرد حوش خلفي لأمراء الرمل والنفط، وإن كانت قد زاولت هذه المهنة أو المهمة لفترة كان من أبناء اليمن قد باشروا هذا الدور وفق اللجنة الخاصة، فإن أبناء اليمن الأحرار رفضوا ألا يكونوا في صدر المجلس يمثلون معنى أبي فراس الحمداني: "لنا الصدر دون العالمين أو القبر".
التاريخ يعيد نفسه، وأطلب إلى كل وطني رفض البهذلة والاستمرار في حوش اليمن أن يصنعوا صنيع العائدين من قبورهم لفضح المفضوح، صنيع الحر أنيس منصور والحر القادم جباري... ويفعل الله ما يشاء.

أترك تعليقاً

التعليقات