فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
اختاره المقدم الحمدي ليحارب الذين سموا بالخوارج والشيوعيين، ويقصد بذلك "شباب الجبهة" الوطنية المدعومين من الرفاق الماركسيين في جنوب الوطن الذين كانوا يطمعون أن يحرر الجزء الشمالي من الوطن من الإمبريالية الرجعية بقيادة السعودية والحكومات الأسرية في الخليج العربي.
رأى إبراهيم الحمدي في علي عبدالله صالح مغامراً أكثر منه عسكرياً، يوفر له جهداً، لمعرفته بعض مناطق تعز، لشبه إقامته في المحافظة، وبعض نقاط الضعف فيها. ولا يستبعد أن علي صالح كان يعقد بعض الصفقات مع بعض أفراد من رجال الجبهة الوطنية. ويحكى أن فرداً مشاكساً من رجال الجبهة الوطنية اشترط على صالح أن يأتي الحمدي بخبره شرط أن يوليه الأخير قيادة لواء تعز.
لقد استطاع صالح أن ينتهز الفرص ليكون على رأس الجمهورية، فهو عدو الجبهة الوطنية في محافظة تعز، يستلم مخصصات من السعودية التي فزعت من أن يسيطر الشيوعيون على آبار النفط عبر تحرير الأقاليم المغتصبة سعودياً (نجران، جيزان، عسير)، وأفاد أيضاً من رفع هذا الشعار، فيعطى دعم القيادة في صنعاء سلاحاً ومالاً ووعداً سعودياً بأن يكون رئيس الجمهورية. ولا أدري ولا يدري شعبنا متى ستفرج الحكومة عن هذا الملف! لأنه لا يملك أي مؤهل. رأى أن كرسي الفخامة يصل إليه من أقرب الطرق وهو المال. والحق أن "الزعيم" مشهود له بالكرم، فهو يعطي عطاء من لا يخشى الفقر. والسؤال: كيف تصل إليه؟! فهو يعطي السيارة ويعطي الرتبة والوظيفة ويعطي الأرض ويعطي المال... وهو من الذكاء والعبقرية والدهاء بحيث يعرف من "يستحق" هذا أو ذاك أو تلك!
أردت بهذه السطور العجلى أن أسأل وزارة الأوقاف ومصلحة أراضي وعقارات الدولة: هل تملكان خرائط للأراضي التي تنسب لكل منهما؟! فعلم اليقين أن "الزعيم" حول بالكثير منها شراء لولاء المتنفذين ليضمن البقاء في منصبه، فله الشمال ولمواطنه -رئيس الظل- علي محسن الجنوب، وعلى حزب الإصلاح أن يصدر الفتوى بأن "الأرض لله يورثها من يشاء"!
واجب الدولة أن تسترد حقها من النهابين الذين لا يستحقون، ليس لأنهم أعطوا حق من لا يملك وحسب؛ ولكنهم أول من أغلقوا هواتفهم في وجه الزعيم ليلقى مصيره المنتظر.

أترك تعليقاً

التعليقات