صراع
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
في الشرق الأوسط ثلاث ديانات رئيسة: اليهودية، والمسيحية، والإسلام. وفي القرآن الكريم تصوير لصراع أتباع ديانتين: اليهودية، والمسيحية، إذا اختلق جهال كل من هاتين الديانتين هذا الصراع، وحاول كل منهم أن ينفي الآخر بالقوة المسلحة وغير المسلحة، بل ادعى كل طرف، على مستوى الفكرة وعلى مستوى السلوك، أنه أجدر بالاتباع وللاجتماع والاقتناع، «وقالت اليهود ليست النصارى على شيء، وقالت النصارى ليست اليهود على شيء»، بل ذهب كل فريق يدعي أنه يمت بنسب إلى الذات العليا، «وقالت اليهود عزير ابن الله»، «وقالت النصارى المسيح ابن الله». وهنا يقف القرآن موقفاً جدلياً ليسأل الطرفين هذا السؤال: «قل فلم يعذبكم بذنوبكم»، فينكر عليهم هذه الدعوى التي تميز بين البشر وبين السماء، فينفي أن يكون هذا التمايز على هذا النحو من العرقية والعنصرية، يقول لهم: «بل أنتم بشر ممن خلق»، بل دافع القرآن عن هذه الحقيقة التي تذهب إلى أن المخلوقين مفتقرون إلى الله الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد. ومعنى الصمد: الملاذ الذي يؤول إليه كل مخلوق على وجه هذه الحياة. بل ويذهب القرآن ليعلم الناس أن كل الأنبياء والرسل إنما هم عبيد الله المحكومون بافعل ولا تفعل، وأن على كل الديانات أن تؤمن بالله ورسله وآخرهم محمد عليه الصلاة والسلام.
بل إن القرآن الكريم إنما هو إيمان بهؤلاء الأنبياء والرسل، وأن هؤلاء الرسل قد قاموا بالدعوة والتبليغ، كما أراد الرسول الكريم أن يبلغ المسلمين بأن عليهم أن يؤمنوا بكل الرسل والأنبياء عليهم الصلاة والسلام: «آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته ورسله لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير».

أترك تعليقاً

التعليقات