طقس أم لغم؟!
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
لأن عالمنا «ملغم» بالألغام الفردية والجماهيرية، فإن ما يكون قريب التداول هو أن يُخرج الإنسان من كنانته دفتر أو قاموس الألغام، فيكتب أو يلغم، فلقد عصفت الريح الهوجاء بطائرة الرئيس رئيسي وألقتها في هاوية جبل، فقتل هو ومرافقوه، وسارعت بعض الألغام أو القنوات لاتهام النظام الإيراني بأنه وراء الحادث، كما سارعت قنوات إيران لتكذيب هذا الخبر وألقت باللوم على سوء الأحوال الجوية، بينما ذهبت جماعة المعارضة إلى أن الطيار يعلم أن من الخطأ القاتل ألا يعلم الطقس وسرعة الرياح واتجاهها، ثم إنه لم لا يكون الطيار فدائياً قد جعل حياته فداء لشعبه ضد رئيسي الذي لم يحقق شيئاً لشعبه الذي يعاني من الفقر والبطالة!
ولقد نعلم أنه عند حدوث خطب جلل، كموت زعيم، فإن ثقافة «التلغيم» تسارع للتفسير والتأويل، فعبد الناصر قتلته المخابرات الأمريكية بواسطة السم، وفيصل آل سعود قتله فهد، والسيف إبراهيم بن يحيى حميد الدين اغتاله أخوه الإمام أحمد حميد الدين بحقنة مسمومة، والملكة علياء الفلسطينية الجنسية قتلها زوجها الملك حسين كما قيل، بتلغيم طائرتها الهيلوكوبتر حين استوت في فضاء عمان، وعلي عبدالله صالح فجر أحمد فرج ومحمد إسماعيل، وكما فجر الرئيس السادات قادة «أكتوبر 73» في جو القاهرة إذن فالرئيس رئيسي فجره أعداؤه ومعارضوه.
لا يستطيع المرء أن ينكر أن أفراداً من هذا النظام أو ذاك قد يتصرفون بشكل فردي، كصنيع الجنرال المصري محمد فوزي الذي كما قال بعض القادة السياسيين قتل بمسدسه المشير عبدالحكيم عامر الذي كان يدبر الانقلاب على نظام ناصر بعد نكسة حزيران يونيو 67، ولكن أن تنطلق التحليلات والتأويلات لأحداث كما هب ودب فهذا ما يكون عبثاً أو جنوناً.

أترك تعليقاً

التعليقات