فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
كان مولانا الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام، وقد تخرج نظرياً وعلمياً في مدرسة الوحي الأولى لصاحبها خير الخَلق وصاحب الخُلُق العظيم، يطمح أن يدرس الأمة -بواسطة سيدنا الأشتر- كيفية قيادة الأمة من وحي الكتاب والسنة. وسوف نلحظ أن الفكرة المركزية في توجهات هذا الإمام الجليل أحد أصحاب الكساء ومنصتي وحي السماء، هي العدل، وليس ذلك وكفى؛ ولكن الرفق بالأمة والشعور بمسؤولية القيادة وما ينتج عن هذه المسؤولية من أمانة يتعلمها المسؤول قبل السائل. أما بقية الفكرة المركزية فبعضها ما يكون حلماً عن السفيه ومراعاة للجاهل وإنصافاً للمظلوم ومراعاة لاختيار القيادة.
تعليمات قرأنا أفكارها الإجمالية في «المدونة» التي أقرتها قيادتنا السياسية كخطوة أولى؛ ولكن... ولكن... ولكن السؤال الصعب نوجهه للقيادة السياسية التي نطمع أن تكون حكيمة: هل بدأت هذه القيادة بتنفيذ ما جاء في المدونة؟ فإذا كنا نؤمن بوصية الإمام عليه السلام بحسن اختيار الحاكم والقائد، فهل طبقنا هذا المعيار على التعيينات في مرافق الدولة أم ما نزال نستمر على معايير النظام السابق؟! لست في مواجهة القاضي الذي يسألني: ما دليلك؟ ولكني في مواجهة ضمير من يسأل الحاكمين: هل طبقتم المعايير؟! ثم إذا كان الإمام علي عليه السلام -وهذه مشكلته التي واجهها بعنف في ساعات أيامه الأولى- قد بدأ التغيير من القمة حتى القاعدة مما جعله يضحي بحياته شهيداً، فلم لا نغير الفاسدين في القضاء الذي يعج بمئات المظالم التي تصيب المظلومين بالجلطات والجنون؟!
هؤلاء الفاسدون الظلمة في المحاكم والنيابات هل يروننا من حيث لا نراهم؟! أم هم كائنات بشرية يأكلون ويشربون و... و... ويرتشون؟! هل التجار الذين يبيعون الأغذية الفاسدة، وهؤلاء المهربون للعلاج الفاسد الذين يخطفون أرواح الصغار والكبار بالعلاجات المسمومة، وأصحاب المشافي الاستثمارية الذين يبنون في كل مدينة وقرية فروعاً لعزرائيل، والذين... والذين... والذين... هل هم شياطين مردة وجرائم لا ترى بالعين المجردة، يخفون علينا، فلم لا نقتلعهم من الجذور، هؤلاء القادة الفاسدون الذين كانوا زمن الإمامة يبيعون جرامل الإمام، وفي العهد الجمهوري يبيعون الكلاشنكوف بصناديقه، ما يزالون أحياء على ربهم يشاهدون ويسترزقون الحرام...؟! هل الذين يقومون على الإغاثات والإعانات من أصحاب الجمعيات الخيرية يعيشون كما يعيش الأفراد العاديون أم أنهم أصبحوا تجاراً على مرأى العين ومسمع الأذن يفتحون المتاجر في المدن والحارات لبيع المساعدات وما تبذله الدولة من رعاية اجتماعية للفقراء المساكين...؟!
يا دولة! يا سيد! ويا ابن حبتور، يا راعي... طبقوا المدونة بدءاً باتخاذ اللازم على من يلزم، وعلى رأسهم القائمون مسؤولين على بعض المعينين المشرفين السراق في بعض المحافظات الذين أظهروا في الأرض الفساد؛ فلديكم المخابرات ورجال البحث الأكفاء ليقولوا لكم من هم!

أترك تعليقاً

التعليقات