فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
منتصف ثمانينيات القرن الفائت، غادرت قهر الحجاب المبالغ في شكله جماعة من بنات جامعة الرياض (الملك سعود حالياً) مواقعهن، واتجهن إلى قصر صاحب الجلالة الملك عبدالله بن عبدالعزيز بن سعود يطالبن بالسماح لهن بقيادة السيارات، فعلم الفكر الوهابي والمتخلف بهذه "الثورة" وبعثوا أعضاء ما تسمى "هيئة كبار العلماء" ليوحوا إلى جلالة الملك بأن هذا المطلب لا يقصد به قيادة السيارات، وإنما يقصد به الخروج على السلطة التي هي الإسلام أو الإسلام الذي هو السلطة، وأن على جلالته أن يحكم بما أنزل الله، وأن من لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون والفاسقون... وأن عليه أن يقوم بإنزال عقوبة الجلد والحبس المؤبد للتي تولت كبر هذه الجمهرة، فصدر قرار جلالته الذي توخى الوسطية والذي راوح بين فصل 10 منهن من الجامعة و"استتابة" 8 والاكتفاء بقطع رواتبهن.
أقول هذا بمناسبة توصية مجلس حقوق الإنسان الذي قال إن السعودية تصادر حق الإنسان والمرأة بخاصة، ولقد كثر ضغط المنظمات الحقوقية في العالم على السعودية التي اضطرت للإفراج عن بنت الهذلول التي صدر في حقها حكم تنفيذي بالسجن لبضع سنين، بل هدد مجلس حقوق الإنسان السعوديين أنه في حال لم يفرج عن بنت الهذلول فإنه سيرفع الأمر إلى هيئات أعلى في الأمم المتحدة وجمعيات إنسانية في العالم ذات سلطات أرفع.
وكان تقرير أميرة سعودية تعمل سفيرة السعودية في واشنطن، أوصى بضرورة الإفراج عن الهذلول استباقاً لرد فعل عالمي مرتقب لما لحق من أذى بلغ بتهديدها بالاغتصاب من قبل سعود القحطاني مدير مكتب مقبح بن هلكان، والذي يعد من أبرز "النشارين" للمرحوم خاشقجي، والذي لما يزل يمارس سلطته حتى الآن.
لقد خلد القرآن حضارة اليمنيين احترام هذه الحضارة رجالاً ونساءً قاموا ببناء اليمن القديم وبلقيس في المقدمة، والتي خلفت حرائر اليمن اللاتي أصبحت وزيرات وقائدات طيران وسفيرات و... و... لتنطلق محلقة في فضاء انطلاقة حرة بل أشعر بزهو وفخر وأنا أدخل بعض المؤسسات فأجد المرأة اليمنية الموظفة على مقعد رفيع من المسؤولية الكفؤة ليس في إطار الروتين وحسب، وإنما مخترعة ومبدعة وعلى درجة عليا من الانضباط، أختاً وأماً وزوجة، فمزيداً من الإسناد والدعم لشقيقات الرجال.

أترك تعليقاً

التعليقات