فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
العقد بين الدولة والمواطن في أي بلد في العالم هو رعاية المواطن غذاء ودواء وسكناً، وقبل ذلك سيادة واستقلالاً وأمناً. كما أن مهمة البرلمان المتابعة الرقيبة للبيان الوزاري عند تقديم الحكومة بيانها للحصول على الثقة. إن كل وزارة قدمت أفكاراً مرقمة بحسب أولوياتها، ولذا فإن البرلمان مكلف دستورياً بمتابعة ما أنجزته هذه الوزارة، وما لم تنجزه، بعبارة أن من حق البرلمان أن يستدعي الوزير أو الحكومة لمساءلته ومحاسبته، فإذا حصل منه تقصير إما أن يحترم نفسه فيقدم استقالته أو يقال غير مأسوف عليه.
إن المسكوت عنه إعلاماً أن هناك انفصاماً بين الحكومة والمواطن، أي أن الجهة بينهما منفكة -بحسب أهل المنطق- فكما أن استدعاء الشرطة لطاغوت العمارة المؤجرة وتوقيفه ومنعه من استغلال المواطن، بخاصة في هذه الظروف، يحسب هذا الفعل للدولة ويعزز الثقة عنده بها، فإن بيع البترول في الشوارع والغلاء المتوحش الذي يعد جانباً سلبياً من حرب العدوان وسلاحاً أصيلاً من أسلحة الدمار الذي يستهدف اليمن حجراً وشجراً وإنساناً وحيواناً، كل هذا يفقد الدولة احترام المواطن لها. إن هناك تجاراً كما أن هناك مسؤولين هم بعض أسنان وحش العدوان يعملون لحسابه ومواصلون بعزيمة ونضال لهدم الكيان الوطني. وماذا يعني لو أن هذا التاجر منح مسؤولاً بضعة ملايين في الشهر مقابل أن يربح 100 مليون في الأسبوعين!
إن استغلال المواطن على هذا النحو الفظيع يجعل جهازي الأمن والبحث والمخابرات لممارسة دورهم الوطني بشرفهم المعهود والمعروف بالتخلي عن الابتزاز والأنانية.
إن هذا الشعب قد ضرب الأمثلة الرائعة في الفداء الوطني والجهاد الأبي الذي أبى ويأبى الضيم، وليس من فراغ، وإنما بالصبر الأسطوري والكفاح المحتسب والشمم الرائد. 
هذا الشعب يستحق من جميع فئاتنا وطبقاتنا أن نشكر له هذا الإيثار، ونوفر له حياة كريمة تناسب دماءه الدافقة الطهور، من خلال تحقيق العدل والمساواة والحرية والاحترام.
لقد هدف الصهيوني المحتل البغيض أن يمزق عن طريق كلاب المال نسيجه الاجتماعي، وهو هدف ضمن أهدافه الغائية، ولقد بدأ هذا الهدف الخبيث يظهر أنيابه الكالحة في مناطقنا الجنوبية المحتلة، فهذا أبيني وهذا يافعي وهذا حضرمي!
إن الاحتلال البغيض يستظهر هذه الأدواء بعد أن كان شعبنا قد رماها في حفرة الجيف مهيلاً عليها لعنة القبور.

أترك تعليقاً

التعليقات