فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
في كلية الإعلام في عدد من الدول، هناك أقسام للإذاعة والتلفزيون والصحافة تعنى بتخريج كوادر مؤهلة علمية تهدف إلى التأثير على المتلقي وتشكيل رأي عام يستجيب للتنمية وينفعل بالقضايا الوطنية. وأحسب أن هذه الأقسام موجودة في كلية الإعلام بجامعة صنعاء. كما أحسب أن البداية في أي قسم من هذه الأقسام سوف تكون تاريخ كيفية نشأة هذه الأقسام، تدرس تاريخ البداية ومراحل تطورها والدور الأساسي الذي قامت به. وأحسب أن طلاب قسم الإذاعة سوف تأخذهم الدهشة عندما يعلمون أن بث إذاعة صنعاء حين البداية كان لا يتجاوز الساعتين، وأن هذا البث كان غير معني بأيٍّ من هذه الأمور الثلاثة التي من أجلها يقوم الإعلام، وهي الإبلاغ أو الإخبار (بكسر الألف) والتثقيف والترفيه، وكيف ناضل مذيعو اليمن نضالاً مريراً ليسمع المواطن اليمني صوت الإذاعة، ولا يعرف أن هناك مذيعين كانت هوايتهم الإذاعة - دون تأهيل أكاديمي. وأذكر من هؤلاء المذيعين الذين عملوا بإذاعتي صنعاء وتعز الأساتذة إسماعيل حسين الكبسي، عبدالله محمد شمسان، عبدالعزيز شائف الأغبري، عبدالرحمن مطهر، زهرة طالب، فاتن محمد اليوسفي، فائدة اليوسفي، أمة العليم السوسوة، يوسف محمد حسان، رؤوفة حسن الشرفي، عبدالرحمن باجنيد (غادر إلى هولندا ليعمل كبيرا للمذيعين في القسم العربي بالإذاعة الهولندية)، أمينة محمد سعيد وزوجها عبدالله عمر، عبدالكريم المرتضى، عبدالقدوس الشامي، حسن محمد العزي، عبدالرحمن المترب، محمد البابلي، أحمد الرعيني... وغيرهم كثير!
والجدير ذكره أن بعض هؤلاء المذيعين كانوا يتناولون العمل الإذاعي بإذاعتي صنعاء وتعز، ويتداولون البرامج، وتميز بعضهم في أداء بعض البرامج، مثل أحمد الرعيني الذي أصبح وزير الإعلام فيما بعد، وعبدالرحمن المترب ومحمد البابلي اللذين تميزا في قراءة نشرة الأخبار، وكذلك حسن العزي... عرفت بعض هؤلاء الذين لحقوا بالرفيق الأعلى وبعضهم أطال الله أعمارهم. أما في الصحافة فأحسب طلاب قسم الصحافة سيقفون على تاريخ الصحافة اليمنية، وأن جريدة «الإيمان» كانت من أوائل الصحف اليمنية وكانت تصدر بإشراف الإمام شخصياً، ثم جاءت جريدة «الثورة» التي كانت تصدر بإشراف السفارة المصرية أول الثورة، ثم تولى الإشراف عليها الأمن الوطني الذي كان بعض موظفيه ينتسبون لهذا الجهاز الأمني، كما هو الحال في «الجمهورية» الصادرة في تعز. وأذكر معلومة أن بعض الكاتبين من الشباب ما كانت تصدر لهم مقالة إلا بعد أن تعرض مسودتها على جهاز الأمن الوطني، كما يقال، وكان أبرز هؤلاء الكتاب: صلاح الدكاك، عبدالحبيب سالم مقبل، عبدالله سعد محمد، وأحمد محمد العليمي. وكان هؤلاء الكتاب الشباب يستظلون في حمى الأستاذ يحيى حسين العرشي، وزير الإعلام والثقافة، ويقوم المرحوم محمد عبدالرحمن المجاهد، رئيس تحرير «الجمهورية» بالدفاع عنهم أمام جهاز الأمن الوطني، الذي ما كان يسمح باعتقال هذا أو ذاك، منطلقاً من مقولة تمثل قانوناً شائعاً، هو أن رئيس التحرير هو المسؤول الوحيد عما ينشر في صحيفته!
لست أعلم إن كانت عمادة كلية الإعلام معنية بتاريخ العاملين من الجيل الأول في تتبع مسيرة هؤلاء الرواد، على الأقل في بحوث التخرج. أما ما أعلمه شبه يقين أن الدولة لم تهتم بهؤلاء الرواد الأحياء ولا الأموات. والله المستعان!

أترك تعليقاً

التعليقات