فضول تعزي
 

محمد التعزي

#محمد_التعزي / #لا_ميديا -

اتفق محمد عبدالوهاب، صاحب فكرة الوهابية، أواخر القرن الثاني عشر الهجري، مع محمد بن سعود على إنشاء حركة في منطقة نجد والحجاز تعيد للإسلام "هيبته"، من خلال القضاء على "الشرك" في جزيرة العرب والعالم. اختص محمد بن سعود في مد محمد بن عبدالعزيز بن سعود بالحكم، بينما اختص محمد بن عبدالوهاب بالدين، وكل طرف يمد الطرف الآخر بالدعم والإسناد، وبينما يحكم محمد بن سعود أمور الدنيا فإن محمد بن عبدالوهاب يحكم "الآخرة"! واتفق الطرفان على أن يسند كل طرف الطرف الآخر، فبدأ محمد بن سعود بتحقيق ما يطمع فيه ويراه ضرورة إلى أقصى حد، وهو محاربة الشرك، بتدمير مقامات الموتى من أضرحة، ومحاربة أي علامات من علامات الشرك والبدع، كركوب السيارات واستخدام الهاتف والحرب بالبنادق بدلاً عن القوس والسيف، وتحريم أطعمة لم يطعمها الرسول وأصحابه، كالمشبك (نوع من الحلوى)... مما جعل شاعراً يقول معترضاً يعبر عن غضبه:
ما بالهم قد منعوا المشبَّكا؟!
هل أحد أكله قد اشتكى؟!
وإلى عهد قريب كان الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر -وبعصي الخوزران- "يشلتون" السائرات في أسواق المهلكة من دون محرم، ويسألون الله أن ينتقم من أولي الأمر الذين يستقدمون العمال لابسي البنطلونات.
وقال صديق إن هؤلاء العلماء يتوقعون غضب الله الذي سيعم المهلكة لاستقدام "المومسات" لحركة الترفيه. وفي هذه المناسبة سأحكي قصة: 
ففي زمن الملك المؤسس شكل محمد بن عبدالوهاب جماعة تدور حول قصور الأمراء، فلما سمعت هذه اللجنة أصوات غناء في أحد القصور اقتحمت البوابة، والأمير مع حراسه بالخارج للصيد، فضربوا جواري الأمير وصادروا آلة الغناء "البيك آب"، فوصل سمو الأمير إلى قصره وسمع فيه البكاء وعرف ما حدث، فأمر حراس القصر وعساكر الحراسة أن يأتوا بالآمرين بالمنكر، فضربهم ضرباً مبرحاً وأمر أن يوضع "بيك أب" على رأس كل "مطوع"، وأمر كل عسكري أن يشغل الجهاز عندما يقف، وأمرهم بأن يدور المطوعون كل الشوارع وهم يغنون، جزاء اعتدائهم على الجواري.

أترك تعليقاً

التعليقات