فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
وزراء سلف كان لا بد أن يكونوا خلفاً، لهم بصمات خاصة في وزاراتهم من زمن بعيد حتى اليوم، بل كانوا أساتذة علموا أجيالاً من الشباب، وكانوا قدوة في النشاط والإدارة والأداء بشكل عام، فسارت المؤسسات بفضل جهودهم سيراً حسناً، وبعض هؤلاء الناجحين يكسر اللائحة عند الضرورة، فعلى سبيل المثال، رأى الوزير أن الموضوع لا ينتظر أن نقيم له جلسات كثيرة ننظر فيها تكاليف انهيار مبنى سقط أثناء مطر غزير لترفع هذه اللجان الأمر بالاقتراح إلى الجهة الاختصاصية، ونجد في اللائحة أن النظام أو اللائحة تمنع التصرف من بند إلى بند، فيرى الوزير أن الوقت لا يسمح بالانتظار، فعليه أن يكسر اللائحة أو حتى القانون إذا لزم الأمر.
في علم يؤكد الاتجاه بأن الوزير سيكون فلاناً، كانت حكومة مرشحة لوزارة جديدة، كتبت مقالة في صحيفة «الجمهورية» وخاطبت فخامته: أرجو ألا يزاح أي من هؤلاء من مناصبهم: يحيى محمد العرشي، وزير الإعلام والثقافة، علوي صالح السلامي، وزير المالية، عبدالكريم الإرياني، وزير الخارجية.
أما يحيى العرشي فلديه تصور كافٍ لمعنى الدولة، رجل حكيم، حسبه أنه كان يقف مع المثقفين الذين عاشوا مرعوبين خائفين أمام طغيان المقدم (خ) الذي كان يخاف منه الحجر وليس المثقف فقط. موضوع الجبهة الثقافية كان المقدم وزير الداخلية رئيس الأمن الوطني يقول: لا بد من التخلص من الشيوعيين، فقال له العرشي: أنت وراء وجودهم.
وأما الوزير الإرياني فكان وزير يعرف كل صغيرة وكبيرة، رجل دولة وعاشق منصب، ويقال إنه كان وراء التعريف بعلي صالح، وكان يذهب لهذا العالم الواسع ليعرف بعلي صالح مقابل قطعة من الكعكة «الخارجية» التي جمع منها مالاً وعدده.
وأما الوزير علوي صالح السلامي فكان فلتة في تاريخ المالية، وقيل إنه تعرض للسجن وكان المسؤولون يزورونه في السجن وهو يفصل ميزانية الدولة التي حبسته.
كان السلامي الوزير يغدو باكراً، وعند الرواح يرافقه باص أخضر وقد مُلئ ملفات وأوراقاً يعكف عليها طيلة الظهيرة، يقرؤها ويجيب عليها، وتقدم مغاضباً أكثر من مرة بالاستقالة، لكن الزعيم يطيب خاطره فيعود عنها... الخ.
بصدق، أنا عرفت الوزراء الثلاثة، وكان لي مواقف معهم على نحو ما. هذا عن يحيى العرشي، وعلوي السلامي، وعبدالكريم الإرياني، ولم يتسنّ لي أن أعرف النمير أو حازب أو أبو لحوم رحمهم الله.
إنا لله وإنا إليه راجعون.

أترك تعليقاً

التعليقات