فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
كنت أحد أوائل الثانوية العام 74، واقتضت العادة أن يبتعث أوائل الجمهورية إلى الخارج. وكان تقدير وزارة التربية والتعليم أن يكون اسمي ضمن طلاب الحقوق -جامعة القاهرة. ولكن ومن خلال عدم تقديري لـ»المشارعة»، وبالذات في منطقة «صبر - مشرعة وحدنان»، كرهت القضاء وما أزال؛ فالمدعي كذاب، والمدعى عليه مغالط، والشهود زور، والحاكم فاسق فاجر يتعاطى الرشوة ويحكم بغير ما أنزل الله!
لقد كنت أتابع النقد الأدبي - المجال الذي أعشقه وأهواه حتى الآن، فقرأت بعض «نقود» أستاذنا الناقد المنظّر شكري محمد عباد، تلميذ رواد النقد والبلاغة الكبار، أمثال طه حسين وأمين الخولي. فلما كانت ندوة خاصة، تعرفت إلى د. شكري عباد، وجرى شبه تعارف، وسألني: ما هو الاختصاص الذي تودّه؟ قلت: الإعلام. فسأل: هل يمكن أن ترجع إلى بلدك فتغير اختصاصك؟ فسألته: لماذا؟ قال: الإعلام في أوروبا وأمريكا، وليس في السعودية. وهمس بعبارة: «لا توجد حرية إعلامية هنا بالنسبة للإعلاميين. ولأني كنت مشغولاً بأمور عائلتي في اليمن توسط لي أحد دكاترة الجامعة فعملت مصححاً لغوياً في صحيفة «الرياض» لرئيس تحريرها الأستاذ تركي السديري، الذي كان عامل تهدئة إذا سخنت العلاقة بين صنعاء والرياض، فكان يعمل على أن يشعر العامل اليمني في السعودية بأمان، ولا أعرف إن كان تركي السديري على قيد الحياة أم اختاره الله إلى جوار رحمته!
لقد عاشت السعودية وازدهرت على حساب الأيدي العاملة في مجالات شتى، فبنت على أيدي اليمنيين والأردنيين والسوريين الأنفاق والطرقات والكباري والمدارس والمشافي... وبنت الإدارة أدمغة اللبنانيين والمصريين، ونظم العراق الدرس الجامعي، وأسست المنهج المدرسي عقول الفلسطينيين...
وبالنسبة للإعلام فقد سار ولما يزل يسير على المنهج الوهابي، المستمد من نهج «الملك العضوض». ولعل «هيئة الترفيه» تسير في ضوء توجيهات كوشنر، صهر ترامب، والأخ في الشيطان محمد بن سلمان لا عليه السلام، تغير من المنهج القديم!

أترك تعليقاً

التعليقات