ثورة!
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
تختلف حواشي النظريات الاجتماعية التي ترى نفسها تقدم حلولاً للمشكلات المختلفة في سبيل أن يعيش المجتمع بسلام وسكينة وسعادة وراحة بال.
وقد نشأت فلسفات ونظريات ووجهات نظر في هذا الإطار، إلّا أن الجميع -فيما يبدو- متفقون حول مفهوم الثورة بأنها تعني التغيير الجذري بخاصة. وبرزت آليتان اثنتان لإنتاج الثورة: الأولى أنه لنجاح ثورة ما ينبغي أن يكون التعليم وخلق وعي شعبي هو الخطوة الأولى لإيجاد ثورة موفقة، لأن ثورة بلا تعليم ولا وعي أقرب للفوضى منها للإصلاح المكين، والثانية أن يقوم انقلاب عسكري بثورة على هذا النظام أو ذاك، وبهذا الانقلاب تقوم هذه الثورة بإنشاء مؤسسات تخلق الوعي الوطني كالتعليم والإعلام بمنابره المختلفة.
بعبارة ثانية أن الخطوة الأولى هي التغيير بواسطة خلق وعي أولاً، آلية بطيئة جداً جداً لا يستطيع هذا الشعب أو الشعب الآخر أن يصبر على أوضاع مزرية ومرهقة، بينما يرى الذين يثورون أولاً أن نجاح الثورة يتم وفق رؤية تتخذ من الحسم العاجل آلية جيدة بل ممتازة للتغيير العاجل والسريع بما يلبي طلبات الجماهير الضائعة والمضطهدة.
ومهما اختلف الجانبان حول تعدد آليات وأخرى إلّا أن التغيير الشامل -لا الترقيع- هو المتفق عليه.
ولا بأس أن نشير إلى أن لكل ثورة أولوياتها، فلثورة إلغاء الفوارق بين الطبقات واستدعاء «البروليتاريا» لتكون هي الطبقة النافذة، ولثورة ماوتسي تونغ أولوية هي القضاء على المخدرات وإعطاء فرصة لإنشاء تجمعات شعبية تتفق مع السياق الاشتراكي العام دونما تصادم أو إلغاء. وإن ثورة أنصار الله في اليمن يكون من أولوياتها إلغاء الفوارق أو المقارنات بين النظام السابق وثورة المسيرة القرآنية الراشدة، لتتميز هذه الثورة بالانضباط السلوكي والمعرفي وتحقيق ما يطمع اليمني أن يتحقق، وهو العدل واحترام القانون والتوزيع العادل للثروة.
وأحسب أن من حقنا أن نفيد من ثورات الأخرين، فلقد قيل إن معظم الشعب الصيني كان مفتوناً بمخدر «الهيروين» حتى ما كان الرضيع ليكف عن الصراخ إلّا بجرعة «هيروين»، فلم لا تعمل ثورة المسيرة القرآنية على إيجاد قانون يحرم تعاطي «الهيروين الأخضر»، وهو القات، الذي يتفق الشعب اليمني كله على أنه السبب الأول في تأخر اليمن. نجاح ثورة الأنصار يكون بذلك.

أترك تعليقاً

التعليقات