فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -

خطوات متتالية هي بمثابة رؤية بنيوية أرجو أن تسير دون عوائق، وهذا يعني أن قيادتنا تملك رؤية بصيرة لإخراج بلادنا من شحاذ إلى قادر فاعل مؤثر في المجال العام والخاص.
إن هذه الخطوة تمثل تعزيزاً لشعار الرئيس الشهيد المجاهد الصماد "يد تبني ويد تحمي"، فلا حرية لشعب لا يأكل مما يزرع ولا يلبس مما يصنع، وقال ثائر الهند غاندي مخاطباً الشعب الهندي: "لن تتحرروا إلا بعد أن تعمروا بطونكم بالرغيف الهندي"، فكان أن شرع بآليات من بينها الصيام دعماً للرغيف الهندي، ولبس من القطن الهندي ما يكسو نصف الجسد، والنصف الآخر عار معرض لحر الشمس وصقيع الجغرافيا الهندية.
لقد كان خطاب غاندي محرراً من الانفصام، بمعنى أنه كان القدوة في سلوك هو يفعل ما يقول، وهو الخطاب المنافق الذي لا ينطلق من صدق التوجه ولا يعبر إلا عن أكاذيبه وعدم الالتصاق بواقع الشعب، يعبر عن هذا ما صنعته ماري انطوانيت حين شكا لها شعبها الفرنسي من أنه يكاد يموت جوعاً، لأنه لا رغيف فنصحته يأكل "بسكويت".
إن أي نهضة لا يمكن أن تقوم إلا على سياسة رؤيوية يقودها القائد وتسير حوله الجموع. وكان الرئيس المقتول أنور السادات قد تصالح مع بعض قيادات الجيش التي كانت ترمي إلى أن ناصر بدأ زعامته برؤية شاملة لصناعة شعب خر، وعليه (السادات) أن يكمل المشوار، وكان من رؤيته للجيش أن يصنع سلاحه المقاتل، مدرعات وصواريخ وقاذفات... هذا الأمر لخبراء القوات المسلحة، فتأسس هذا الاتجاه بما يسمى "هيئة التصنيع الحربي"، التي بسببها عانى الرئيس ضغوطاً أمريكية وروسية، لتؤول هذه المؤسسة إلى صناعة الخبز وثلاجات التبريد ومواقد الشاي... ضغط دولي حال دون تنفيذ هذا القرار الوطني، فعرضت أمريكا إرسال الرغيف أو الطحين، بينما تعهدت بإتمام ما سمي حانط الصواريخ.
إن أرض اليمن بدأ أبناؤها في الاتجاه الصحيح وهو تشجيع المزارعين وإمدادهم بالتقنيات الزراعية، لنبدأ الاستغلال الحقيقي والخروج من عباءة السعودية.

أترك تعليقاً

التعليقات