فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -

كما أسلفنا القول إننا بأمس الحاجة إلى ردم ما يطلق عليه المناطقة: "الجهة منفكة" بين المواطن والدولة، فالعلاقة بينهما متوترة حد السلبية والقطيعة. وفي سبيل استرداد علاقة صحية وسليمة وكثيرة إيجاب وقبول لا بد من أن تقوم الدولة بالخطوة الأولى، عن طريق "تفعيل المصالح" التي تحمل "سيماء" أو علامات بارزة ذات عناوين بارزة مثل "الشرطة في خدمة المواطن أو الشعب"!
فلا نعلم أن صوت شرطة النجدة قد هب لإنقاذ بيت مواطن بدأت تنهش حوائطه خيوط لهب، أو تلقف طفلاً أوشك على السقوط... وقبل مدة طويلة كنا في مكتب إعلام تعز سمعنا أن إنساناً ما حاول أن ينتحر من سقف سينما بلقيس، فتجمع خلق كثير ليشهدوا سقطته الحرة، فإذا بنا نسمع صفارة سيارة النجدة، فحدس الراحل محمد عبدالرحمن المجاهد أن النجدة ستقوم بالواجب على النحو الآتي: سيدفع الشرطة أنبوب الماء نحو المنتحر ليرمي به باتجاه الشارع ليموت... وكانت النهاية كما حدس المرحوم المجاهد! ومقرر الحال أن الدولة تستطيع أن تحول العلاقة من السلب إلى أكثر إيجابية مع المواطن، من خلال إبلاغه بأن اللص الذي سرقه قد تم إلقاء القبض عليه وعلى المواطن المجيء لأخذ مسروقاته، أو تستطيع الدولة أن تعمق سياق الثقة أكثر من خلال قانون الضمان الصحي، مما يجعل المواطن كثير الاعتداد بدولته وأكثر حرصاً على انتمائه إلى وطن لا يعجز فيه المواطن عن دفع قيمة قرص "اسبرين" أو ربطة "قطن" أو "نكلة" رباط يلف به يداً مكسورة، أو قارورة مطهر يداوي بها المجروح جراحه... وباستطاعة الدولة أن تقف على مصالح المواطن من خلال تنشيط أو إحياء بعض مواد الدستور، التي تنص على "مجانية" التعليم، إذ لجأ المواطن إلى قصر التعليم على بعض أولاده لعدم قدرته على دفع الرسوم ومصروف أبنائه.
لقد سعدت وأنا أرى تفاعل بل تجاوب المواطن مع نداء الدولة التي ارتأت حرمة البناء في الأرض الزراعية، بينما هو (أي المواطن) سيعاني من هذه الدولة التي لا تملك البديل غير وعود كاذبة. باستطاعتنا جميعاً أن نخلق علاقة ممتازة بين المواطن والحكومة، خاصة والشعب متجاوب أجمل ما يكون التجاوب في صده الأسطوري لعدوان قد أجمعت عليه منظومة دولية اشتراها السعوديون لاقتلاع اليمن من الجذور؛ قاتلهم الله أنى يؤفكون.

أترك تعليقاً

التعليقات