فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
تهرب كثير من الأسر من إقامة الأفراح في المناسبات إلى الصالات، إما بسبب ضيق بيوتها التي هي شقق لا تستوعب الأسرة، كما كانت علب سجائر أو كبريت، باستثناء قصور ودور كبيرة يملكها إما تجار وإما ملاك وإما لصوص. وشكا لي شباب تخرج جامعياً من كلية مرموقة ولم تسعفه الخدمة المدنية ولم يسعفه بحث شاق عن عمل، يشكو هذا الشاب من هذه الصالة التي طلب صاحبها مبلغ 400 ألف ليوم واحد، خالية من أي خدمة. وطلب الفنان مبلغ 300 ألف مقابل أربع أغان، من ضمنها أغنية "مسكين يا ناس من قالوا حبيبه عروس"! هذه الأغنية النكراء التي قد تعكر مزاج العريس وتلهب بل تثير لواعج أشواق قديمة!
لقد أصبحت صالات الأفراح عبئاً كبيراً يثقل كاهل العريس كما ناءت بكلكلها أعباء ثقال أخرى كالمهر والشرط المقدم والمؤجل وحق الخال والخالات والجيران... حتى ليصبح العرس نازلة من نوازل الدهر.
ومما يحزن أيضاً أن بعض السفهاء من الناس يقدمون مناسبة العرس مما يليق بسفاهتهم على نحو مستفز، فالمدعوة من النساء تستلم "قرعة" فيها عطر وبخور وأدوات تجميل وربطة قات وعلبة سجائر، على غرار ما صنع في عرس "نوران بنت الحسن بن سهل" في العصر العباسي الأول! وإذ تصبح هذه "القارعة" مؤذية فإن من حقنا على الدولة اتخاذ ما يلزم بحسب قواعد الاشتباك بين الأثرياء والفقراء.

أترك تعليقاً

التعليقات