فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
لمن يلزم، نذكر بقوله تعالى مخاطباً البشرية مسلمهم وكافرهم: «وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَاباً يَلْقَاهُ مَنشُوراً، اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً».
نحسب -وهذا الرأي مجرد تفكر في بعض سياقات القرآن الكريم- أن آيات القرآن الكريم تندرج من حيث التربية الإيمانية في تنشئة الإيمان لدى المسلم، فهي تبدأ بضرورة التوحيد، اتساقاً مع ما ينبغي أن نشير إليه، وهو أن القرآن الكريم يضم بين دفتيه ثلاثة معطيات: المعطى الأول هو: التوحيد وضرورة الإيمان بالغيب: «ألم، ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين، الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون».
المعطى الثاني هو: التشريع الذي ينظم ما يقوله الشرع (افعل... ولا تفعل...): «للذكر مثل حظ الأنثيين»، «يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم القصاص»...
أما المعطى الثالث فهو: تنظيم العلاقات الاجتماعية في المجتمع المسلم: «ثلاث عورات لكم»، «إذا قيل لكم تفسّحوا في المجالس فافسحوا»... هذه الآيات التي تصدرت هذه السطور يمكن أن تكون ضمن آيات تصدرت «مدونة» حكومة الإنقاذ، وهي آيات تصنع رقابة في نفس موظف الخدمة المدنية أو أي مسلم تحمل المسؤولية من أي نوع من أنواع الخدمات والواجبات.
إن الوازع القرآني يحيي في نفس المسلم ضميراً حياً، فلقد يكون الموظف في خدمة النفس الأمارة فينحرف، رشوة أو محسوبية أو حزبية... ولكنه إذا كان صاحب ضمير حي، فإنه سيذكر أنه آيل ليوم لا ريب فيه، ليرى صوتاً وصورة كتابه، وليتحقق مبدأ العدالة الإلهية المطلقة. هذا ما ينبغي أن يتنبه له أساتذة المناهج الدراسية حالياً.

أترك تعليقاً

التعليقات