فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -

يود خطاب فخامة رئيس الجمهورية -حفظه الله- أن يعرف اليمنيون أن عهداً جديداً قد بدأ، وأن حاضراً قد بدأت تشرق شمسه حالاً ومآلاً بعد كسوف طال عهده واسود أمده، مما جعل العدل يتنازل عن "ثلثيه" رجاء أن ينجو الثلث الباقي. ففي المحاكم عمت الرشوة، فضاع في دهاليزها اليتيم والأرملة والضعفاء الذين لا يقدرون على شيء... وكم بك يا مصر من المضحكات ولكن ضحك كالبكاء!
لم ينس فخامة الرئيس باعتباره ابن الشعب ونبتة من نبتات سقي زرعها بماء الوطنية وبرجاء النوايا الصابرة، لم ينس الرئيس أنه جاء -وقد وضع المبضع على الجراح- ليشعل النور الذي خبا تحت ركام المحسوبية والرشوة والحزبية التي استأسدت واستشرت كالبغاث، فعم الفساد كل زاوية من زوايا المجتمع المشلولة أجنحته، وعقلت يداه وقيدت رجلاه فصار كسيحاً ينتظر أحداً يعينه وينصره على عثرات الطريق.
ووقفت أمام عبارة نورية من عبارات الخطاب، فيها إشفاق وجرأة معاً؛ إشفاق على الذين يعزمون على مواجهة الفساد الذي يحتاج صلابة وقوة أشبه بالإيمان، وجرأة أشبه بالمغامرة، لأن الفساد وابن عمه وخاله وجيرانه ومعارفه لا يمكن أن يصده فرد من الأفراد، بل يحتاج جهداً أممياً وليس جماعياً ووطنياً وحسب. نحتاج لدحر الفساد أن يكون الوزير متسقاً اتساقاً على مستوى الفكرة، اتساق مفردات القصيدة مع معجمها اللغوي، واتساق الطبيعة مع فصولها الأربعة.
لقد أصابت الملالة شعبنا اليمني، فتجاوزت حد القنوط واليأس، فكم من ثورة وانقلاب استبشر به/ بها الشعب، إلا اجتمع عليه/ عليها المفسدون، ويا للهول، فدفنت أنفاسه وفيها رمق حياة، فتراكم الإحباط وانتصر الطريق الذي سدت جوانبه، فارتد السير إلى الوراء.
لا بد للنظام من قوة تحميه، وإرادة تسانده، والمعنى في بطن الشاعر وظهره، فلقد اجترحت قيادتنا الحقيقة، فهلموا لبناء اليمن.

أترك تعليقاً

التعليقات