فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
كنت أعجب كل العجب عندما يناقش الزملاء الأكاديميون الوضع السياسي في اليمن، وكان موضوع النقاش يحتدم عندما كان يعرض لحزب الإصلاح (الإخوان المسلمين فرع اليمن)، وكان عجبي على أشده عندما سمعت أن حزب الإصلاح له جيش وقوات مسلحة يتكون من أفراد القوات المسلحة نفسها (الجيش النظامي الرسمي) ومليشيا أيديولوجية داخل المؤسسة العسكرية أيضاً وأن رئيس جمهورية الظل علي محسن صالح الأحمر هو زعيم الجناح العسكري لحزب الإصلاح، وكان يقاسم علي عبدالله صالح، ابن عمه السنحاني، ثروات البلد، كما كان الاثنان علي محسن وعلي عبدالله يقاسمان الشيخ عبدالله الأحمر ثروات البلد ويتنازع الثلاثة كؤوس الحكم في اليمن غير السعيد بفضلهم!
نعم، كان علي محسن هو قائد الجناح العسكري، وقد صنع على عين أمريكا، والسعودية تدعم بالمال وتشتري الرجال، فقد كان علي محسن يقوم بأكثر الواجب حين تدعو أمريكا، فعل ذلك عندما اعتقدت أمريكا أنه لا بد من القضاء على حركة شعبية تدعو -كما يقول قادتها- إلى تحقيق المساواة والعدالة بين طبقات وفئات المجتمع اليمني، اسمها "الجبهة الوطنية"، فأوعزوا للسعودية ضرورة القضاء على هذه الثورة التي -بالضرورة- ستنهي السيطرة الأمريكية على منابع النفط السعودي، فقام شيوخ حزب الإصلاح بالتهيئة الشعبية لإسقاط الجبهة الوطنية العميلة للجنوب الشيوعي الكافر. وقد تولى كبر هذه الدعاية عبدالله الزنداني وشيوخ كتاتيب المعاهد العلمية، حتى إذا ما قام الجناح العسكري بأكثر من الواجب، بالتنكيل بأسر وعوائل الرعية في المناطق الوسطى والغربية لأنهم شيوعيون كفرة وملاحدة، وجهت المحطة الأمريكية شوكتها باتجاه الكفر "الوكالة" من أفغانستان، فحشد علي محسن الأحمر ألوف الأفراد من أبناء اليمن الفقراء باتجاه كابول وجبالها الشاهقة، فالسعودية تدفع وعبد الزنداني يدعو ويحرض المؤمنين على القتال، ومعه العليان (الأسفلان) علي محسن وعلي صالح، يتقاضى الجميع عن كل رأس 30 ألف دولار كعربون، إضافة إلى مرتب شهري 20 ألف دولار، ومراسيم الدفن حال "الاستشهاد" 50 ألف دولار. وإذا رأت أمريكا أن اليمن يطمع بالاستقلال سيادة وقراراً وخروجاً عن فكرة التطبيع مع اليهود، اختار علي محسن غرفة في فندق الرياض ليدير منها مليشيات جناحه العسكري، ليقود الدمار ضد أبناء اليمن وكل مؤسساتهم، بما في ذلك مؤسسة المقابر، فالشعب اليمني يستحق ذلك لأنه شعب "مجوسي يعبد النار"!

أترك تعليقاً

التعليقات