ابتزاز!!
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
ذات مرة قال الأستاذ محمد حسنين هيكل إن الإمبريالية، وعلى رأسها أمريكا، تعمل حثيثاً على أن يكون الذهب الأسود في الخليج ملكاً خاصاً لها، فأموال البترول تقبع في بنوك أمريكا والعالم الأوروبي لحماية اقتصادها الإمبريالي ومكافحة البطالة من خلال تشغيل مصانعها، بينما لا يملك العرب من هذه الأموال غير أرصدة على الورق.
لا يستطيع العرب، أهل النفط، سحب مال لهم إلّا بقدر ما ينفقون على حياتهم الباذخة المرفّهة، وهم راضون عن هذه السياسة الأمريكية الأوروبية، لأنها تحمي عروشهم «القرطاسية»!
فقبل شهر سُحبت حاملة الطائرات «آيزنهاور» من البحر الأحمر، وقال مطلعون إن هذه الانسحابات لم تكن سوى ابتزاز لحكام الخليج، والسعودية بخاصة، مما دفع حكام السعودية أن يلبوا شروط الأمريكان لتعود «آيزنهاور» للبحر الأحمر من جديد.
إن «السّهودية» تخضع لابتزاز أمريكا، ومجرد سحب حاملة الطائرات «آيزنهاور» يشكل رسالة إلى بني سعود بأن أمريكا قد تتخلى عن حماية هذا العرش «القرطاسي» المصادر للحريات والمغتصب للسلطات، هذا العرش الذي تهزه تغريدة على «تويتر»، أو رسالة على «واتسأب» أو منشور على «فيسبوك»!
إن المجتمع السعودي يعيش حالة ضنك ونسبة عوزه وفقره تحت الصفر - مقارنة بثروته النفطية والمعدنية «الأسطورية». وكان على السعودية، وفيها رجال من أكفأ المهارات وأنضج الإدارات، كان على الحكام أن يعيدوا النظر في تركيبتهم «البنيوية»، ومن ضمن هذه البُنى صياغة جديدة للعلاقات مع الأصدقاء والأشقاء على نحوٍ متكافئ وموزون، وأن تتخلى عن هذه النظرة الفوقية الاستعلائية الاستغلالية.
إن نظرية الصحراء البدوية لم تعد قابلة للاستعمال، فهي نظرية انتهت صلاحيتها من زمن بعيد.

أترك تعليقاً

التعليقات