فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
هناك مثل يمني وربما عربي مع تنويعات مختلفة هو أن «ما يشرح (يحرس) المرأة غير شرفها». ومعنى هذا المثل أن بإمكان المرأة رديئة السلوك أن تتخلص من أي رقابة وتصطنع من الحيل والمكر والكيد لتفعل أي شيء يروقها إن كانت فارغة من الضمير والدين والشرف!
وسمعتُ نقاشاً في الباص وفي المقيل وبعض خطب جوامع يدعو الآباء والأمهات إلى مصادرة التلفونات من الأبناء، لأن هذه التلفونات مصدر للانحراف والفساد. وهذه الدعوة مشابهة لبعض دعوات الجمهوريين بداية الثورة لمقاطعة إذاعة الملكيين التي كانت تبث أثيرها من الجوف وصعدة، ولما لم يستجب الناس لهذه الدعوة قام مهندسون يمنيون بالتشويش على إذاعة الملكية «الغابرة»!! من حق الفتى والفتاة استخدام الهاتف وكل وسائل الاتصال، ولن يستطيع المحافظ أن يمنع ابنه من استنشاق الفضاء المفتوح والحرية التي كسرت كل الحدود واخترقت كل العقول.
في العصر الأموي العضوض اتهم بعض الناس أميرة أموية بعشقها مواطناً يمنياً صنعانياً من منطقة «شعوب» اسمه «وضاح اليمن»، ووشى به وبها بعض أصفياء الأمير الأموي، ولما زهت السمعة السيئة كمن الأمير فدخل القصر على حين غفلة، فما إن نما الخبر إلى سمو الأميرة لم يكن منها إلا أن أدخلت عشيقها اليمني في صندوق كبير، فأدرك سمو الأمير الكيد، فجلس على الصندوق، فلم يستطع وضاح التنفس، فمات مختنق الأنفاس، والله يمهل ولا يهمل.
إن هذه الأسطورة ترينا عاقبة الحيل نادراً؛ غير أن النهاية لم تكن إلا مرة واحدة، بعد سلوك فترات ومرات. إن أحداً ليس بإمكانه أن يراقب الفتاة والفتى في تصرف سيئ، والأولى هو قيام وسائل الإعلام، بما فيها وسائل الاتصال، بالإرشاد والتوجيه، لا التنفير «والتسوير» وصنع الحيطان والجدران والقيود والحدود.
إن معظم العلاقات الزوجية منفكة، وأضحت ظاهرة الطلاق منتشرة، بسبب الزواج القسري، حيث الزواج يتم غالباً عن عدم معرفة بين الزوج وزوجه في مجتمع تسود فيه عقيدة «الحبحب» و»أنت وحظك»!!
وعلماء الاجتماع يذهبون إلى أن الاختلاط الذي يتيح معرفة الزوج والزوجة ضرورة، ولهذا أميل، وبه أقول، وهذا تدخُّل وفضول!

أترك تعليقاً

التعليقات