فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -

الأخ الأستاذ/ صلاح سيف الدكاك - رئيس تحرير صحيفة «لا»، المحترم
بعد التحية:

لا أريد أن أعبر عن إعجابي بصحيفتكم كتابة وتحريراً وإخراجاً وحسب، ولا أريد أن أثني بإطراء على قدرتكم الإبداعية، فالحق أقول إنني أخشى أن يؤوّل بعض القراء ما قد أقوله من ثناء تزلفاً أو نفاقاً، خاصة بعد أن أصبحت الكلمة الشريفة والنزيهة، خاصة تلك التي تقول الحق في زعيم أو زعماء كانوا استثناءً رائعاً في مسيرة حكم صادق يؤدي الأمانة كما ينبغي، فالتبس الأمر بين زعيم يستحق الثناء والمديح النابع من عمق الشعور، وزعيم قد يُقال فيه كلمة الإطراء خوفاً ورهباً اتقاء لعذاب أو رغبة في جاه أو منصب يستدر به مالاً حراماً أو عطايا مشبوهة مدنسة!
غير أني أكتب هذه الأحرف بدافع من النشوة المنبعثة من وجدان حقيقي، وهذا ما يشعر به كثير من ألوف القراء، إنني فخور بكتابتكم تلك التي تميز الصادق من وعي الصدق وأشياع المتزلفين. 
وقد أقول بعيداً عن أي دوافع أخرى: إن كل عبارة في كتاباتكم أو عنوان من عناوين "لا" إنما هي صاروخ شديد الانفجار ودقيق إصابة الهدف. ونحن إذ نقول الحقيقة بشهادة بعيدة عن الزيف باعتبار يكاد يجمع عليه الذين يعتبرون الكلمة جهاداً لها اعتبار البندقية والصاروخ، فنحن نسعد إذ نعلن إعجابنا بشدة عندما نقرأ صحيفتكم الغراء، لما فيها من قول الحقيقة الصادر عن حس إبداعي ومواطنة صادقة.
أما مواقفكم الوطنية فأستطيع أن أذيع ما كان من مواقف سجلتم بها ما تكون مشاعل مضيئة يستضيء بها جيل الشباب "الطلعة" أعني شديدي التطلع للحرية المبتغاة. فقد وقفتم في وجه الإملاءات السلطوية أيام "جمهورية" عفاش، وقد كان الأستاذ محمد عبدالرحمن المجاهد يقف مواقف شريفة تذكر له عندما كان يرفض توجيهات الأمن الوطني، ليمثل أمامهم كاتباً حراً لينقد وضعاً فاسداً يعرض به ويصدح في الوقت نفسه بزعيم مستبد أو آمر عميل. وكنت أحد هؤلاء الكاتبين، ولا أريد أن أذيع، وأحسب أنكم لا ترغبون في إذاعة شيء من هذا القبيل عندما رفضتم أن تسيروا في ركب العدوان رغم الإغراءات، وأنتم بمسيس الحاجة لكلها وليس لبعضها وحسب.
أخي العزيز، إنني أشكر لكم سماحة صدركم وإتاحة الفرصة لأكتب ما يمليه ضميري وما أحس به تجاه وطني. أما إعجابي بإبداعكم فهو غير محدود... والسلام.

أترك تعليقاً

التعليقات