فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / #لا_ميديا -

كانت تعليمات الحزب -أول العدوان- لخطباء المساجد الإخوانيين أن يزرعوا في علبة التذكر للمتلقين الأغرار مصطلحاً هو: "اللهم أيد وبارك من هو على الحق"؛ كأن الشعب اليمني جاهل لا يعلم أن دولة العدوان السعودية وشقيقتها الإماراتية ومن اصطف في صفهم هم المعتدون، الذين أعلنوا ساعة الصفر من جوار البنتاجون وبلسان الصهيوأمريكي عادل الجبير، ثم جاء العسيري ليعلن مئات طلعات أحدث طائرات العالم لتدمر الطائرات والقواعد العسكرية وصواريخ الدفاع الجوي، وتصول وتجول مدمرة المعسكرات في سماء العاصمة صنعاء، مستعينين بطائرات لم تقتصر على طيارين معظمهم أمراء سعوديون وكثير من الطائرات والطيارين "الإسرائيليين" الذين استقدمتهم وزارة الدفاع السعودية ليطبقوا على الواقع جنباً إلى جنب مع المعطيات النظرية ليلاً ونهاراً قانون الطيران على نحو عملي مباشر. 
والجديد الذي أريد ذكره أن أمي وزوجتي كانتا ترددان مع ميكروفون الجامع الذي اعتلاه سلفي متخلف: "اللهم أيد وانصر من كان على الحق.. اللهم آمين"! أين الحق يا أخ سلف؟! أهناك حق لقيادة أرادت أن تتجاوز بقتلها أعداد القتلى في تنومة 3000 قتيل من الحجاج الذين أصدر أمر قتلهم الهالك صاحب الداعشيين التكفيريين التشريكيين عبدالعزيز عبدالرحمن بن سعود، والذي كذب كذبة كبرى وهي أن حجاج تنومة مقاتلون جاؤوا من اليمن لنصرة السيد الإدريسي ضد هذا القاتل، ليستعيد هذا الشريف ملك آبائه في الحجاز. وهي كذبة رخيصة، فالحجاج لا يحملون غير الزاد والماء وملابس الإحرام ومسابح للاستغفار! وللأسف أن بعض خطباء المساجد لما يزالوا يمررون هذا الدعاء: "اللهم انصر من كان على الحق"، خلطاً للأوراق وتضييعاً للحق نفسه، فعشرات الشهداء بل ألوف الشهداء لم تفرق صواريخ العدوان بين قيادة معسكر وبيت صاحب "بيعة" في "مقشامة"، وألوف قرحت أكبادهم من الخوف، وألوف أصيبوا بالسكر والفشل الكلوي... إلخ.
لقد تطورت صيغة النفاق في المساجد: "اللهم عليك بمن جنا على بلاده عذاب الهون، وسرق مال العباد والبلاد، واستفز الآخرين..." إلخ.
ومع هذا كله، إذا كان لا بد من توحيد الخطاب المسجدي فليوكل الأمر للعلماء النابهين.

أترك تعليقاً

التعليقات