قال الإمام عليه السلام!
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
شخصية سيدنا ومولانا الإمام علي، وليد الكعبة المشرفة وتربية النبي العظيم حبيب رب العالمين سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام، شخصية سيدنا علي بن أبي طالب شخصية تولاها الله ورسوله والمؤمنون، ليس شخصية عبقرية كما تصورها الأستاذ العقاد أو الأستاذ الكبير عبدالرحمن الشرقاوي، شخصية تمثل الرحمة والزهد في الحياة والإيثار على النفس وحسب؛ ولكنها شخصية تمثل الإنسانية الجديرة بكل الولاء الخالص لقيم الوجود الإنساني الذي يمثل خلافة الله في الأرض، هذا الخليفة الذي سجدت له الملائكة بأمر الله وإذنه، وإن لم يكن علي بن أبي طالب من يستحق هذه الخلافة كواحد من صالحي الأمة وأصفيائها، فمن؟!
كم أحزن الإمام رؤية فقير يتكفف الناس، وامرأة معيلة، وضعيف لا يسأل الناس إلحافاً...! وكم رأى الإمام طبقة جبارة متكبرة تأكل أموال الأمة بالباطل، فيرسل مقالته الشهيرة: «ما أثرى امرؤ إلا بما افتقر إليه آخر»! وإذا لم يكن من يبيع النفس لله جهاداً في سبيله واسترخاصاً لها في سبيل رضا الله، فإن علياً هو أول المجاهدين وأول الشهداء، فيعلنها مدوية وهو يرى الجنة رأي العين: «فزت ورب الكعبة».
عليّ لم يكن ملكاً جباراً، ولا طاغية مستبداً، ولا أميراً يتخذ من الإمارة رفاهاً وجاهاً، وإنما ائتمر بأمر الله، فسار في الأمة بالسوية والعدل في الرعية، محكّماً كتاب الله، يرضي ربه ومولاه، في نهاره عابد مجاهد في سبيل رضاه، سجاد في ليله أوّاه.
ولهذا فإن علياً قام له أعداء من أول يوم أجاب فيه النداء، أعداء قلبوا الخلافة ملكاً عضوضاً، وأمراء سوء يستغلون معاناة الفقراء وجهل الرعية الغوغاء ليستبدوا بالسلطة فيحرفون الميزان كيلا يقوم الناس بالقسط، وما وهن وما استكان، ينصر الفقير الطريد، على هدى من ربه، وكانت خاتمته ختام شهيد لا يضام، عليه السلام.

أترك تعليقاً

التعليقات