فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
كان المونديال وجهاً من النكف القبلي الذي اعتاد عليه العرب من قديم. ولقد كشف لكثير من الذين لا يعلمون كيف أن الكيان الصهيوني متعدد الأبعاد العملية، والتي تتابع كل صغيرة وكبيرة في العالم، وبخاصة الأحداث التي تبدو ذات نشاطات بشرية، حتى ولو لم تكن ذات علاقة بالحروب، كالرياضة التي تدعي جهات ماسونية ألا دخل لها في السياسة، مع أنها مجال ذو صلة بما يسمى في مجال الإعلام «قياساً موضوعياً» لرصد «الرأي العام».
لقد ضجت وسائل إعلام الكيان الصهيوني بالتحليلات والتعليقات الاجتماعية ذات البعد السياسي، وضج فضاء القنوات التلفازي الصهيونية وبحفاوة بالغة بمظاهر الترحيب العربي من الخليج العربي حتى المحيط الأطلسي بالفوز الذي حققه الفريق المغربي؛ لكأنَّ الشعب المغربي قد خرج على ملكه «أمير المؤمنين» الماسوني رئيس لجنة القدس، فسجل أهدافاً ضد قاتلي ومغتصبي الفلسطينيات في جنين وغزة والقدس...
في كل قنوات الكيان الصهيوني استضيف علماء الاجتماع السياسي والحزبي والفلكلور الشعبي ليتحدثوا عن هذا «النكف» التعبيري الذي تداعت له الأمة العربية من صنعاء في المشرق حتى أجدابيا في ليبيا المغرب؛ كيف أن حلوى الأفراح وزعت في شوارع بيروت ودمشق وبغداد حفاوة بانتصار المغرب العربي المسلم!
لقد أرسل الكيان الصهيوني خائب النوايا وسيظل خائب النوايا عندما أراد أن يقيس الرأي العام العربي من خلال مونديال قطر، فبعث رجال «موساده» إلى قطر باعتبارهم إعلاميين، وبتسهيل منقطع النظير من حاكم قطر، الأمير تميم بن حمد آل خليفة، الذي أنزلهم فنادق الدرجة الخامسة مخفورين بجنود صهاينة وأتراك استقدمهم تميم لحفظ أمن المونديال، وكانت فضيحة لنظام تميم ونظام نتنياهو، تمثلت في رفض المواطنين إجراء حديث مع الإعلام الصهيوني، بل إن بعض المواطنين قال للتلفاز الصهيوني: لا توجد «إسرائيل» بل توجد فلسطين!
لم يقف المحللون الصهاينة عند خيبتهم «المونديالية»، وإنما اتهم هؤلاء المحللون العرب بأنهم «عنصريون»، بينما اتهم العرب -وهذه حقيقة- النظام الأعرابي بأنه نظام طائفي، باعتبار أن أجداد الأنظمة العربية يهود، كما هو جد مؤسس نظام بني سعود.

أترك تعليقاً

التعليقات