فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
تباينت تفسيرات أجهزة المخابرات العالمية والمخبرين المحليين والأجانب على السواء حول سقوط كابول على هذا النحو المفاجئ والمهول. ويبدو أن لكل جهاز مخابرات رأيه الذي قد يكون له من الحيثيات والأسباب ما يجعله وجيهاً. غير أن رئيس أمريكا العجوز صرح بوضوح أن ما حدث كان مذهلاً يشبه الخرافة (القدرية) وقال بالنص: إن الأفغان خذلونا رغم عشرين سنة من الإنفاق عليهم ما يقارب تريليوني دولار أمريكي، يعني ألفي مليار... واقترح بعض أعضاء الكونجرس أن يتم عزل بايدن، لأن 65 ألف عميل ومخبر أفغاني لم يقدموا أي معلومة عن هذا الانقلاب الفاجع، بينما يؤكد المحللون السياسيون والمفكرون أن هذا الدعم (الملياري) لم يتجه نحو تحديث المجتمع، وإنما اتجه لصالح نخبة أفغانية محدودة ظن الأمريكيون أن إتقانها اللغة الإنجليزية والرقص الغربي سيحول دون أي مخاطر!
خرج المتحدث الرسمي لطالبان ليعلن أن طالبان ستولي وجهتها نحو سياسة انفتاح على العالم، فلا استعباد للمرأة ولا انفلات اجتماعي ولا محاكمة لعملاء أمريكا ولا إقصاء طائفي أو مذهبي أو أيديولوجي، ولأول مرة مذيعة أفغانية على التلفزيون لتؤكد هذا الاتجاه.
وهناك بعض الملاحظات على هذه (الفنتازيا) المثيرة:
- أن هذا الانقلاب كان سلساً وتلقائياً.
- أن المتحدث الرسمي باسم الحركة كان واضحاً إلى درجة أن صور حركة طالبان ذات فكر ليبرالي متطور، وليست حركة تجلد المرأة في حضور طوائف، وليست طائفة واحدة من المؤمنين، لأنها تحدثت مع صديقها في التلفون.
كما أن الحركة تبشر بالسينما وجواز تعليم المرأة وعملها بوظيفة رسمية اجتماعية، وصلاحيتها لتكون قادرة على السفر -للضرورة- دون محرم.
- أن أمريكا تخلت عن عملائها من المخبرين والمترجمين إلى درجة أن تعلق بعضهم بعجلات طائرة أمريكية سقطوا في الجو من الإقلاع.
- أن المرء ليظن أن الشعب الأفغاني يريد مغادرة وطنه دون استثناء.
- مسارعة دول الخليج في دفع مبالغ (مجابرة) أو مشاركة للأمريكان، وهذا واضح في حديث وزير الدفاع البحريني الذي قال إن إمكانيات البحرين رهن إشارة الولايات المتحدة "الصديقة"!.
- أن الرئيس أشرف غني وصل الإمارات وليس إلى قطر.
- أن... أن... أنات كثيرة!!

أترك تعليقاً

التعليقات