هجرة أو تهجير؟!
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
زرت قريتي بداية هذا الشهر، ورأيتها مهجورة، فمعظم الشباب سافر مغترباً باتجاه المملكة الشقيقة «الكُبرى» (أو الكوبرا) السعودية، كما فعل آباؤهم من قبل. عمروا الكوبرا أكثر مما عمروها، وكان جزاؤهم الطرد وتأميم مدخراتهم وسرقة جهودهم عن طريقة «السَّعودة»، إذ يقوم الكفيل بتسجيل اسمه باعتباره صاحب محل الذهب أو النفائس الأخرى، ثم يدفع له المالك الحقيقي «أبو يمن» إتاوة شهرية... وإن هي إلا مدة يسيرة حتى يرفع (الكفيل) دعوى للمحكمة (التي تعمل على أن الشريعة على الظاهر) فتؤمم مال «أبو يمن» فيصبح محكوماً من أول جلس النطق بالحكم، فيُرمى في السجن بتهمة الجنون، أو يرمى في أول رصيف درب حدود!!
تعمل (الكوبرا) السعودية ومن 3 عقود متصلة على سرقة جهد اليماني، فلا تأمين عمل ولا إيجار مناسب ولا كرامة موفورة!
قلت لشاب رُزق بجهده شهادات كبرى: لماذا السعودية؟! إن وطنك أحق بك من الغريم الأجنبي! قال وقوله يقطر ألماً ودموعاً: هل تريديني أن أموت من الجوع؟! اسمي وملفي في الخدمة المدنية من 5 سنوات، وأنا خريج فيزياء، وهناك نقص في مدرسي المادة المذكورة، ولكن لا حياة (لفيزيائي) في بلادي!
لقد تنتابني ساعات ألم تتجاوز ساعات اليوم والليلة، وأنا أشاهد «رشا» و«جنى» و«فاطمة»، ثلاث سرج تضيء حياتي المظلمة، حين أفكر بالهجرة (إلى بلد اللئام)؛ ولكن ما باليد حيلة، فالثلاث السرج مصابيح تحتاج الزبد والثقاب وكراريس رسوم ومواصلات المدارس...
لقد قالت كذباً وزوراً جهة ما إن التعليم مجاني، وإذا بها تطلب رسوماً! وقالت جهة إن الطبابة مجانية وإذا بإدارة المستشفى تطلب قسيمة معاينة ولا تملك الإدارة حبة «إسبرين» أو «سورناجة»! إن اقتضى الأمر توفير مغذية استدينها من صاحب مخزن مجاور!!
يا مجلس الرئاسة، عيب! عيب!... فـ«الكوبرا» تسرق شبابنا لإتمام صفقة القرن ومراكز الترفيه!!

أترك تعليقاً

التعليقات