رجعيون!
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
الرجعية معناها التخلف عن الذي يسير إلى الأمام، بمعنى أن يسير الإنسان أو الحيوان إلى الخلف (Back rouand) أي أن الأشياء تسير وفق طبيعة يفترض فيها السير أماماً دون العودة القهقرى (Reaction).
ويعرفها التعبير المعاصر صفة لمواقف سياسية تتشبث بتقاليد السلف وأفكار محافظة تحول دون التقدم الحضاري والاجتماعي والسياسي وعدم مسايرة التطور (معجم اللغة العربية المعاصرة).
وقد شاع هذا المصطلح في الخمسينيات وازدهر في الستينيات على لسان سلامة موسى، وخلف الله، وجمال عبدالناصر الذي خص بهذا المصطلح الأسرة السعودية وأمراء الخليج العربي، خلفاء الاستعمار الإنجليزي والفرنسي والإيطالي والأمريكي... الخ، الذين يقفون حجر عثرة أمام النهضة العربية التي ينبغي أن تتخلص من غبار الماضي وتلحق بركب النهضة المعاصرة. غير أن التحولات، التي كان يفترض فيها ترك الماضي بظلامه الأسود الكئيب وأغلاله الرهيبة، سرعان ما أتاحت السيطرة لهؤلاء الذين يعملون لحساب المستعمر بفضل المؤامرة التي أرادها الأجنبي لتحول بشكل أو بآخر دون إرادة الحرية والتقدم والمساواة وبقية مفردات ومعايير النهضة.
وقد دفع المستعمر الأجنبي عملاءه لتبنّي جملة من أرباب العمالة والارتزاق من أبناء الوطن ليكونوا أذرعاً فعالة لأدوات الهدم ومعاول التخريب الذين سرعان ما كشفتهم شعوبهم وعرتهم أمام شعوبهم، فظهرت سوءاتهم المكشوفة، ولم تقف عند هذا الحد، بل اندفع هؤلاء المخربون العملاء يدعون بلا خجل أو حياء ويروجون لأفكار العمالة والارتزاق في المنابر وعلى ساحات المعارك، فسقطت أوراق التوت واحدة بعد الأخرى لتصبح الحقيقة واضحة وضوح الشمس أمام أعين الجماهير الضائعة بين وهم الخلافة وزيف الدجل والخيانة.

أترك تعليقاً

التعليقات