فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -

يعود عشرات الآلاف من طلاب اليمن ذكوراً وإناثاً لمدارسهم ومعاهدهم وجامعاتهم، وهذا ما يعرض هذه الآلاف بل عشرات الآلاف لوحش "تزييف" وعي كاسر. هذا التزييف يستهدف اليمن جغرافياً وإنتربولوجيا (الأرض والإنسان)، وأعني المنهج الذي مولته السعودية، والذي اقترحه وأشرف عليه عبده الزنداني وأحمد بن سلامة والقاضي الفسيل... إلخ. هذا المنهج كان موضوعاً لمحاربة الشيوعيين الماركسيين في جنوب اليمن من خلال كتاب "التوحيد" تأليف الزنداني نفسه و"السيرة النبوية". وهنا نشير إلى أن كتابة أسماء المؤلفين الآخرين إنما كانت لإضفاء طابع "واقعية" ترضي من يريد أن يثبت انتماء الوهابية من قبل الاتجاه التأليفي المتعصب لفكر بني سعود وبني الشيخ.
إن عشرات الآلاف من طلابنا لما يزالوا يسيرون على المنهج ذاته الذي وضعه الوهابيون، وهو المنهج الذي لم يذكر أن 3 آلاف حاج يمني قتلهم الوهابيون عام 1341هـ في منطقة "تنومة"، لأنهم مشركون، ولهذا أعلى هذا المنهج احتلال الأتراك لليمن في بعثات متعاقبة وغزوات سفكت دماء اليمنيين، مدعية أن هذه الغزوات إنما هي فتح وليست احتلالاً، بدليل أنها تستحق أن يوضع لأحد زعماء هذا الاحتلال نصب في أهم ميدان في صنعاء عاصمة اليمن. إنه وبدون مبالغة أن 80% ونكاد نقول إن 90% من أبناء اليمن لا يعرفون تاريخ اليمن، بمن فهم هؤلاء عشرات الآلاف من الطلاب الذين وإن حفظ بعضهم معطيات منهج الخونجي عبدالمجيد الزنداني، إلا أن هذا التزييف المنهاجي سيظل يعمق الشعور بتناسي التاريخ بيننا وبين السعودية التي تناصبنا العداء من 100 عام على الأقل، والتي لم تعط اليمن واليمنيين -عدا أعضاء اللجنة الخاصة- أي اعتبار، غير أن يكون اليمن واليمنيون مجرد بوابة أو حوش خلفي ومزبلة لقصورها الباذخة!
لم يعرف هؤلاء عشرات الآلاف من الطلاب أن أي زعيم يمني سيعرض للقتل إن حاول أن يتجاوز موظف بلدية في الحوش الخلفي لقصور بني سعود، كالحمدي إبراهيم الذي قال عنه الرئيس فاسد إن السعوديين هم من قتله وبرصاص صالح الهديان وبضغط علي بن مسلم الذي شغل مدير مكتب سلطان بن عبدالعزيز بن سعود، والذي غادر الرياض إلى صنعاء للإشراف المباشر على إعدام الحمدي، وهذا ما أذاعته محطة روسيا اليوم عام 2017، وما أكده الشيخ الأحمر الذي قال إنه لم يكن مقتنعاً بصالح، غير أن علي بن مسلم اضطره لذلك بفعل صناديق وشوالات الأموال القابعة في طائرة معاليه في مطار صنعاء.
خلاصة ما نريد قوله إن لجنة علمية تحترم التاريخ وتحارب تزييف وعي اليمني وبتجرد يحتقر الكذب ويتقي الله، لا بد أن تنفي الدجل والعصبية الحزبية والمذهبية، ليعرف شعبنا عدوه وصديقه، ولكي يستطيع وضع خطاه على الطريق الصحيح.

أترك تعليقاً

التعليقات