ولو طارت!!
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
نشهد أن مرتزقة «المقاومة» من أفضل «الشقاة» الذين يكسبون أرزاقهم من بيع شرفهم، فهم مخلصون جداً في التضليل والكذب والفرية السوداء المظلمة والتزييف المقيت الأرعن. وأعجب أنهم لا يستحون!
تحكى أسطورة يمنية حديث اثنين من «المكارحين» و«الكراح» أو «المكارحة» هي اللفظ في الكلام ومحاولة إثبات كل من الجانبين صحة منطقه وحجة كلامه. لا أعلم بداية القصة أو «المكارحة» التي حدثت بين هذا الشخص وآخر، فسأحاول التأليف أو أتخيل أن شخصاً ما «تكارح» مع آخر بأن الذي بيده أو الذي معه إنما هي عنزة، فقال الآخر: هي عصفورة... وإن هي إلا لحظات وطارت العصفورة فقال له صاحبه وهو «يكارحه»: ألم أقل إنما هي عصفورة؟! فقال له صاحبه إنها عنزة ولو طارت.
وسمعت رفيقاً «بائتاً» من حزب كان رفاقه على درجة من الوعي الثقافي «التقدمي» ينصح الحوثيين و«الإسرائيليين» بأن عليهم ألا يستمروا في التصعيد، والتصعيد ليس في مصلحة الطرفين؛ مع أن هذا الرفيق (الضرير) كان له أكثر من حديث في التلفزيون العبراني يؤكد أن موضوع سيطرة الحوثيين على البحر الأحمر ومنع السفن من الذهاب إلى الموانئ الفلسطينية المحتلة إن هي إلا مجرد مسرحية هزلية مفضوحة، وأن الحوثي أصغر من أن يقدم على هذا العمل، فليس بوسعه أن يقف في مواجهة «إسرائيل» بل في مواجهة العالم وعلى رأسه أمريكا «جل جلاله»!
وللأسف رأيت هذا «الضرير» الصرير يعترف على استحياء وبسخرية ليست مناسبة لعقل القارئ اليمني، بخاصة أن طرد حاملة الطائرات الأمريكية من البحرين الأحمر والمتوسط والمحيط الهندي إنما هو فخ لاستدراج «مليشيا» الحوثيين حتى إذا تمادوا في ضلالهم أجهزت عليهم أمريكا فدفنوا في البحر وأكلهم القرش!
وكنا نحسب أن هذا الرفيق «البائت» أو المائت أو الفائت سيرعوي عن غيه وسيكف عن تضليله فيعترف بالحقيقة التي اعترف بها أصدقاؤه «الإسرائيليون» الذين ضجوا وقتل كثير منهم حين تدافعوا إلى الملاجئ خوفاً من صواريخ «مليشيا» الحوثي، بل كنا سنحترمه لو مضى في الافتراء فقال كما قال خبير عسكري «إسرائيلي» إن «مليشيا» الحوثيين يستخدمون السحر والشياطين في هجومهم على «إسرائيل»، بل كان جديراً بهذا الرفيق «البائت» أن يصمت ولا يستمر في «تحليل» ما حرم الله، بعد أن ذهبت «إسرائيل» تطلب من مجلس الأمن عقد جلسة لتصنيف «مليشيا» الحوثي كجماعة «إرهابية»، حتى لو قال «الرفاق» اليهود بأن الواقع يا «صريري» هو أن «إسرائيل» أعلنت هزيمتها، سيقول الرفيق ما قاله «مكارح» من قبل: «عنزة ولو طارت»!

أترك تعليقاً

التعليقات