فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -

شهر باركه الله ورحمته للمسلمين، ففيه ليلة القدر، وفيه هزم الله الطغاة المستكبرين المتجبرين. إنه شهر التراحم. ولقد ظهرت في رمضان الكريم تجليات التراحم بين اليمنيين باعتبارهم وطن الإيمان ومعدنه النفيس، فهم الذين دافعوا عن الإسلام في سيرته الأولى وآووا ونصروا (نسبهم) وابن اختهم سيدنا محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب، وما تخلوا عنه أبداً. ومما ثبت أنه عليه الصلاة والسلام عند أن وزع العطاء على من أهداهم بعض المال قد بلغته قالة "لقي والله محمد قومه"، حشد الأنصار وقال لهم: "أتحبون أن يرجع الناس بالشاء والبعير إلى رحالهم وترجعون برسول الله في رحالكم؟ أما والله لو سلك الناس فجاً (طريقاً) وسلك الأنصار فجاً لسلكت فج الأنصار. المحيا حياتكم، والممات مماتكم"، فأرهق الناس البكاء وضجوا بالتكبير والتهليل. أما الشيخ العالم الجليل الذي قُتل بفتوى "قرضاوية" كما قيل، وهو الشيخ البوطي، فاستنتج حقيقة غيبية وهي أن الرسول الكريم قد أشار إلى أنه سيدفن في المدينة النبوية، عندما قال: "والممات مماتكم".
ضرب اليمانيون أروع مثال للإيمان الصادق بالرحمة في هذا الشهر المبارك، إذ تقاسموا لقمة العيش فيما بينهم وتجلت الرحمة الغامرة في المدينة والريف بين اليمنيين في أروع مثال، وقد خيبوا ظن الأعراب الذين نقموا من أبناء اليمن بعدوان همجي ظالم لم يزل يستهدف البشر والحجر صباح مساء، لا يثنيه أحد عن هذا العدوان الحقير والبغيض.
شهر رمضان يصفد شيوخ الأعراب، وعلى رأسهم بني سلول، ويستلهم فيه اليمنيون معاني الفداء والتضحية وكريم الجهاد. فأهلاً رمضان، بشير الخير والأمن والاستقرار. وليعلم العالم المنافق من هم المجوس والكفرة والمنافقون. إنه تحدٍّ ظاهر حين يظهر رمضان أجمل وأخطر تجليات البذل والعطاء في هذا الشهر الكريم الذي سيصل رمضانات سابقة ليس بدر ومؤتة وأكتوبر 73 إلا بعض تمظهراتها.

أترك تعليقاً

التعليقات