فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
الصوم لغة: الإمساك، وفي الشرع: الإمساك عن الطعام والشراب من طلوع الفجر إلــى غــروب الشمس، مع النية. ويدخل الجماع في محرمات الصــوم. كما يدخل الإمساك عن الكلام صوماً. قال تعالى على لسان سيدنا المسيح حين وافى الوجود، يخفف حزن والدته السيدة مريم العذراء: «فناداها من تحتها ألا تحزني قد جعل ربك تحتك سريا، وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا، فكلي واشربي وقري عينا فإما ترين من البشر أحدا فقولي إني نذرت للرحمن صوما فلن أكلم اليوم إنسيا»، يعني أمسكت عن الكلام. وذهب بعض فقهاء العرفانيين إلى أن الكذب والغيبة والنميمة وترويج الشائعات التي تفت في عضد الأمة وتفسد علاقات المجتمع من مفسدات الصيام. فعلى المسلم أن يجعل من الصوم دورة تدريبية لتحقيق ما أراده الله تعالى من فريضة صوم، قال تعالى: «يا أيها الذين ءامنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون»، فتجعلون بينكم وبين المعاصي وقاية بطاعته تعالى وعبادته وحده.
وإذا كان الصوم هو الإمساك مطلقاً، حتى عن الكلام، فإنه يعني أن يمسك الصائم عن الحرام، فلا يأكل إلا ما هو حلال. ويدخل في الحرام الرشوة والسحت وما أخذ على وجه الحياء والميتة والدم وما أهل لغير الله به وما كان أجراً على باطل. فكما أن الصوم تحرير للمعدة والجسم من الأمراض والأدواء، فالصوم تحرير للضمير من الفساد وأكل ما يحرم وإن كان قليلاً. ومن الجدير بالمسلم ألا يبتعد عن المخازي في رمضان وحسب، ولكن في غير رمضان. وكما أن العادة محكمة علينا -معشر المسلمين- أن نتخلى عن عادات سيئة حكمت سلوكنا في غير رمضان، كعادة التدخين وتعاطي القات والأشياء الضارة الأخرى. ومن العادات السيئة التي ينبغي أن نتخلص منها في رمضان إذاعة الشائعات وشغل المصلين بالكلام في المساجد وشغل الوقت بما لا يفيد. وعلى المسلم الصائم أن يتجافى عن رؤية البرامج التلفازية التي تكشف فيها العورات والمحرضة على السلوك الرخيص والتافه!
إن رمضان دورة تعلم المسلم الصبر على المكاره وتقوي الرابطة الإيمانية. وسئلت السيدة عائشة رضي الله عنها عما كان يدعو رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان، فقالت: «كان يدعو: اللهم إنك عفوٌّ تحب العفو فاعفُ عني».

أترك تعليقاً

التعليقات