فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
بعد أن فرقهم الجد جمعهم الهزل، فأنا أعرب عن سعادتي بمونديال قطر، فلقد كان المونديال -من حيث لا يشعر العرب والعجم- تظاهرة قومية صفعت اليهود وأنظمة الحكم الفاسدة من الخليج إلى محيط أسود الأطلسي، وذكّرت هذه التظاهرة الأمة بأنه لا ينقصها سوى قيادة "غيور" لها من إمكانات القيادة ما يجعلها جديرة بتسديد الكرة إلى شبكة الملعب وتسديد أهداف التنمية التي تجعل شعوب العرب تعيش حياة الآدميين.
ورغم إنفاق قطر الدولة البترولية مئات الملايين على المونديال، فإن ما لا يعلمه القطريون الكرام واللاعبون في المونديال أن الدولة "الكريمة" قطر قد أنفقت ملايين الدولارات رشوة "للمميزين" الذين كانوا رأوا أن قطر لا يصلح طقسها لتنظيم المونديال، إلى درجة جعلت قطر تملأ الشوارع بالمكيفات... الخ.
ولا بأس أن نذكر أن الذين قادوا معزوفة الدعاية ضد قطر هم السعوديون والإماراتيون والصهاينة والمؤسسات الرياضية الغربية.
بعين اليقين، انزعج من هذه الصيحة المونديالية القومية الأنظمة الصهيونية، بما فيها قطر السباقة إلى التطبيع مع الكيان الصهيوني الجائر. ولقد وصلت الرسالة بصوت مدوّ فاقع إلى مسامع الكيان الصهيوني من ناحية والتطبيعيين العرب من ناحية أخرى، وما كان ينقص في هذا المونديال إلا أن تستجيب لصوت زعيم لوجه هذه الملايين من المشجعين العرب وهذه المليارات من الدولارات لإخراج هذا السرطان الذي ينخر في جسم الأمة من زمن قريب وبعيد.
إن قطر بلد أهلوه كرام لا شك، بل إن كرمه الفياض سال على شعاب التطرف والإرهاب في العالم، واعتبر الغرب وأمريكا أن هذا "القطر" خزينة لدفع غرامات وتكاليف "تراحيل" اليهود من كل العالم، وبينما تفكر السعودية فإن أمريكا تأمر وقطر تمول، وقد فعلت ذلك عندما غزا السوفييت أفغانستان وعندما خرج الأمريكان من أفغانستان وعندما حركت السعودية جيوش الإرهاب من تونس وأوروبا إلى سورية واليمن؛ فإن قطر أوقفت الملايين من المليارات في سبيل ذلك، والفرد الفطري كشقيقه البترول الخليجي يعتبر نفسه في غاية الثراء، لأنه يغير سيارته مرة كل عام ويسافر إلى المصايف مرة كل عام أيضاً، وتجدد زوجته فرش منزله كل عام كذلك...
سعدنا بمونديال تابعته "إسرائيل"؛ عفوا؛ الكيان الصهيوني، ففزع من هذا الشعور الجمعي ذي الانتماء العروبي، كما فزع كيان الأنظمة العربية الماسونية التطبيعية، وفهمت هذه الأنظمة دون استثناء أن الانتماء القومي طبع في الإنسان العربي؛ والطبع في الإنسان لا يتغير!

أترك تعليقاً

التعليقات