فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
مظاهرات غاضبة في تعز بدأت همساً وانتصفت صوتاً وعلت صراخاً وانفجرت غضباً، وتكبر كل يوم لتصبح ثورة!
في تعز ولدت الثورات الوسطى والكبرى، من قلعة المقاطرة مروراً بثورة العُرضي وانتهاءً بكبريت "شخط" بالحوبان واشتعلت في شرارة صنعاء.
من مآفي تعز كان وقود الثورة أو الثورات، وكان حضها الدافئ، مرفأ تفريخ لمردة أشاوس لقنوا الطغيان كيف أن الإرادة تشكل خيبة أمل لتطاول الظلام الأسود البغيض، وكيف أن الصوت التعزي القاصف يعصف بقصور عمرت بجماجم الفقراء المغلوبين.
في تعز واجهت عبارة "ارحل" شهوة حاكم كانت الخرافة تتوازى مع فكرة اقتلاعه، فقلع. وفي تعز انهارت مليارا دولار ومليار ريال يمني رصيد بنوك صالح أمام دراهم معدودات في بعض جيوب صدور عارية انطلقت من عصيفرة لتستقر ريحاً تسقط مملكة قصر رئاسة عفاش وأحلام آل جابر الرياض وأبدية الحصبة!
ها هي تعود -كمرات سابقة كثيرة- لا تني تسطر و(تؤسطر) معجزة ومعجزات أخرى. ثورة جياع كفروا بحزب وبأحزاب في طريقها إلى الانقراض طالما أعلى ذروتها ليحقق مآربه الدنيا.
ها هي تعز تنتفض وتثور على الإعاقات الحزبية، وتخطت الأمنيات البائتة البائدة! لقد بدت تعز كما تبدو دائماً، مدافعة كوحش رأى جراءه تتعرض للخطر، فأصبحت تعز تتصدى لجمهرة طموح أعراب الخارج كما تتصدى لعفافيش ظلام الداخل.
تعز تزفها ثورة تحرر شعبها اليمني من نزغات شياطين إنس أسر مستبدة وجن أوغاد طغاة.  تعز عصية أيها الأدعياء الآبقون. لن تدع لرعاة الصهيونية الاستمتاع برومانسيتهم السوداء. وكما غربت شمس أعظم امبراطورية من إنذار ميدان الشهداء بتعز، ها هي إمبراطورية الأعراب من ضجة شارع جمال والتحرير.

أترك تعليقاً

التعليقات