فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمــد التعــزي / لا ميديا -

شاهدت وسمعت الميسري، وزير داخلية عبدربه السجين في فندق الرياض، وكانت كلماته جد واضحة، وعبارة وردت ضمن كلمته أنه يريد وطناً مستقلاً وليس وطناً يحتله الجانب السعودي والجانب الإماراتي. ولم أشأ أن أتابعه في بقية العبارات، مما جعلني أشفق على الرئيس سابقاً الذي يصبح ويمسي "مخزناً" أو "..."، مما جعل ابنه "جلال" يقوم بجميع التحويلات المصرفية اللاهثة نيابة عنه، فتارة يورد الرصيد لحسابه وأخرى لحساب والده السجين (لا فرج الله عنه).
ما أريد قوله إن مؤتمر أو لقاء جدة فشل تماماً، لأن الحاضرين ظنوا أن المسألة مسألة "مصروف" فاتضح لهم أن رقم المبلغ يوازي الخيار الوحيد وهو الانفصال بل إعلان الدولة "الجنوبية" المستقلة الناجزة، فاكتفى هذا الذي طارت به الطائرة من عدن إلى جدة بالتوقيع على ورقة "بدل سفر" وحسب.
إن كلمة المسيري أكبر شاهد على مدى ارتهان المرتزقة للعدو "الأزلي" السعودية (لا أسعدها الله)، وأن غاية ما تريده أن يظل اليمن غير مستقر في أذهان العامة من أن يكون "حوش" أو "خلفية"، وإنما أن يكون غير مستقر ومستقل.
يروى، والعهدة على الراوي، أن المقدم (المقتول) أحمد حسين الغشمي جمع مشايخ "الشيك السعودي" وقال لهم: هذه أسماؤكم وهذه صورة المبالغ التي استلمتوها من أول اعتماد اللجنة الخاصة، والمطلوب أن يكون التسليم عن طريقي احتراماً لسيادة القرار الوطني. فقال أحد مشائخ "الشيك": نخاف يا فندم من أن نفقد "البركة" عندما يمر الشيك عن طريقك، فقال له الغشمي: تقصد قصة البنت مع أمها التي تأكد لها أن أمها "ناقصة البركة"!! قال الراوي: إن سبب ضغط الرئيس الغشمي كان واحداً من أسباب مقتله.
لم يفلح الحمدي بدبلوماسيته المعهودة، ولم يفلح الغشمي بعسكريته الفظة أن يعمل على لجم (من اللجام) القرار "الوجودي" السعودي وهو أن يكون اليمن حوشاً أو خلفية. وربما خالف ظن السعودية لطبيعة الإنسان اليمني من أن اليمني قد يكون مرتزقاً وعميلاً لفترة معينة، لكنه سيسقط فيكون وطنياً صارخاً ومتطرفاً -كما عليه الميسري- وغيره من الوطنيين الأحرار الذين ننكر عليهم عمالتهم مع اعتدادنا بوطنيتهم التي أظهرتها لقاءات جدة والرياض.
إننا نؤكد -جازمين- أن الإنسان اليمني مهما تكن ضرورته المعيشية داعية إلى أن يبتذل بعض الابتذال، فإنه لن يسيغ أن يفرط بشرفه. وأطلب من القارئ الكريم أن يطلب كلمة الخائن الجميل ليعرف الفرق بين الوطنية المطلقة والعمالة المطلقة.

أترك تعليقاً

التعليقات