فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -

رجل المخابرات الروسي فلاديمير بوتين ينفذ سياسة قيصرة عدائية للغرب والولايات المتحدة الأمريكية. وإذا كان هذا "المخبر" الأول في الاتحاد السوفييتي أيام الحرب الباردة هو من يمسك بالملف الأوروبي الأمريكي فإنه يمسك بهذا الملف، ولكن بصيغة أخرى تتمثل في ضرورة أن يكون للاتحاد السوفييتي (روسيا الآن) هيمنة عالمية، إن لم تكن على العالم فلن تكون أقل من هيمنة أمريكا التي يرأسها مختل عقلياً اسمه "ترامب"، والذي يدير سياسة أمريكا على طريقة شيخ قبيلة إقطاعي متخلف، فلقد تجاوز تهوره مؤسسات أمريكا كالكونجرس! ومع أنه فشل في أكثر من محاولة إلا أنه لم ييأس من محاولات في الطريق مما يؤهله لإدارة ثانية لأمريكا.
لقد بدأت كثير من ردود الأفعال تكشف عقلية هذا المخبول، على مستوى الإعلام، جنباً إلى جنب على مستوى الكتابات "الفكر سياسية"، على غرار صنيع "جون بولتون"، الذي وصف ترامب بالأحمق، مما جعله مدفوعاً بقرار المحكمة لصالح بولتون في إقراراته، أي من حق بولتون أن ينشر الكتاب، باعتبار أن أمريكا من رواد الديمقراطية في العالم، وليست مؤسسات الولايات المتحدة الأمريكية أن تكون من جملة مزارع ترامب المترامية الأطراف ولا أبراجه التجارية المنتشرة مزارع وبروجاً في طول أمريكا وعرضها، فإن ترامب هذا قد يفوز بـ"رئاسة خليجية" ثانية، والسعوديون سيمدونه بمليارات ليرشو بها الصين وغير الصين لكي لا يترك محمد بن سلمان وابن زايد عريانين مكشوفي الأزرار أمام شعبيهما والعالم.
إن كتاب بولتون قد حفل بحقائق واقعية يكشف عورة هذا المخبول، مما جعله يصف المحكمة التي قررت نشر الكتاب بالجهل والغباء، لأنها تكشف أسرار أمريكا، ومن هذه الأسرار تهديد الخليجيين بزوال حكمهم إن لم يدفعوا، وهذا يضر بمصلحة أمريكا العليا التي قد تعجل "ذبح البقرة" الخليجية قبل الموعد.
أيام ذهاب سموم المملكة مقبح بن هلكان إلى أمريكا ودفع مليارات لاستيراد الولاء الأمريكي وبجانبه صواريخ الباتريوت استقبل في فندق البرتز هلتون سفير السوفييت في الرياض، الذي طمأن صاحب السموم الملكي بأن لا يخضع لابتزاز السعوديين، فروسيا ستقف بجوار المملكة بل إن روسيا قادرة على تصدير صواريخ للمملكة أكثر فعالية من الباتريوت الذي ثبت أنه عديم الفعل والفائدة.
هذا الخبر أزعج ترامب وتوعد به البقرة السعودية، فطلب مليارات الدولارات مقابل الحماية. إن قيصر روسيا الآن طرف في ساحة حرب باردة وساخنة ضد الغرب، وأمريكا على التحديد، وهم يراهنون على السياف ذبح البقرة قبل أن يذبحها ترامب، وللروس حق الشفعة. 

أترك تعليقاً

التعليقات