فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي  / لا ميديا -

الفقر والجهل والفراغ من أبرز دوافع الارتزاق. وبإمكان القارئ أن يزور شارع الكهرباء جوار جامعة صنعاء القديمة ليشاهد عشرات الشبان الذين يحملون عصي الرنج وآلات أعمال مختلفة يتربصون بأصحاب أعمال غير موجودين. والجدير بالذكر أن أهالي هؤلاء يتربصون بأبنائهم، وبكل الأمنيات والرجاء، أن يرسلوا أموالاً قادمة من صنعاء التي حوت كل فن، بينما أكثر العمال نشاطاً وتجارة يحمل على عاتقه عصا يلف عليها "ويسرات" البوتجاز، وإذا باع في يومه بما يقارب 100 ريال شرب بها كأساً من الشاي ولاذ بعد ذلك يسبق أصحابه الموظفين ليجد له مكاناً للنوم. هؤلاء العمال الفقراء جيوبهم فارغة وعقولهم أكثر فراغاً.
 إن عشرات بل مئات العمال يسقطون في أيدي التكفير والإرهاب بكل سهولة ويسر، ورأينا كثيراً من هؤلاء على شاشات التلفاز بعد أن تم تحريرهم، مختلفي الأعمار موحدي الهدف الذي يتلخص في البحث عن شيء كريم. ويسرد بعض المنزعجين من الانتصار، انتصار الجيش واللجان الشعبية، أن عشرات الألوف من المسجلين جنوداً في جيش العدوان يستلمون مرتبات وهم في البيوت، خاصة في تعز، وقد يحرمون من هذه المرتبات لأن الذين جندوهم يسرقون مرتباتهم، لأن كثيرين منهم لم ينفذوا العقد الذي اتفقوا عليه؛ وهو أن يدفع كل محارب ثلث المرتب مقابل تجنيده في جيش العدوان، أما مقابل الترقيم يعني توظيف الفرد وهو أن يصبح المحارب محسوباً على الدولة، فيدفع 1000 ريال سعودي بداية الترقيم على أن يخصم المرقم ثلث الراتب القادم، وهي الطريقة التي جنى منها "الأفندم" علي محسن مئات الملايين، مما جعل الأفندم علي صالح يوجه بتسليم هذه الملايين لصندوق البريد، وهو الأمر الذي كان ضمن أسباب الخلاف بين علي محسن وعلي صالح.
الأمر في عهدة حكومة ابن حبتور الآن وحكومات قادمة، فلا بد من حل عاجل لوقاية شعبنا ضد هذا الثالوث المخيف: الفقر، الجهل، والفراغ.

أترك تعليقاً

التعليقات