فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -

صعد نهاية القرن العشرين 5 كتاب مرموقين في عالم الكتابة الصحفية الذين امتاز أسلوبهم بشعرية الكتابة، ولعل الفضل يعود في ذلك لصحيفة "الجمهورية" الصادرة في تعز.
أول هؤلاء صلاح الدين الدكاك، والذي كان يضحك على رؤساء التحرير، فيمرر ما يريد خلافاً لسياسة الصحيفة وسياسة الإعلام اليمني الذي مثل ارتهاناً -كنظام- لقرار "البوابة الخلفية" متماهياً مع الإعلام السعودي، وعندما يفطن بعض المخبرين المثفقين لما يكتبه الدكاك يعانده رئيس التحرير هذا أو ذاك، فيحجبون مقالاته عن النشر ويعرقلون بعض مستحقاته، وهو بأمس الحاجة.
يكتفي صلاح بشرف موقفه ويزداد عناداً ويسخر من الجميع. وشهادة حق فلقد كان القراء يقبلون على "الجمهورية" إذا لاحظوا مقالاً لصلاح أو زميله عبدالحبيب سالم مقبل المشاكس رقم (2)، وكان بعض مخبري "الجمهورية" يوافون من يهمهم الأمر بـ"بروفات" صلاح وعبدالحبيب قبل النشر.
الثالث هو المرحوم عبدالله سعد المعبقي. وإذا كان عبدالحبيب سالم مقبل وعبدالله سعد كاتبين شهيرين بتفجير موضوعات جريئة، فإن الدكاك كان كاتباً جماهيرياً يجمع مع الجرأة جمال الأسلوب. هذه الجمالية ربما ترجع إلى اختصاصه الأكاديمي، فهو أحد أعلام طلاب قسم اللغة العربية بجامعة صنعاء، إذ فرضته موهبته، خاصة الشعرية، فقربه أساتذته الذين كانوا يتساهلون معه في الغياب نظراً لكثرة غيابه! 
أما الرابع فهو حسن العديني، صاحب القلم الرشيق، الذي أخذته الوظيفة من الكتابة. والسيدة رشيدة القيلي خامسة هؤلاء الكتاب، تميز قلمها بالسخاء وجمال الصنعة. ويتميز صلاح الدكاك من بين هؤلاء بأنه شاعر موهوب يستحق شعره دراسة خاصة، وهو القائل مخاطباً سيد الأنصار جامعاً بين الرسول الكريم وحفيده: 
بالأمس بايعناك تحت شجيرة والآن تحت قنابل الرافال

أترك تعليقاً

التعليقات