فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -

كانت القيادات الحزبية، بعثاً وإخوان مسلمين وناصريين، يصبون نار غضبهم سراً وعلانية على بني سعود، ومن ضمن هؤلاء قادة عسكريون وعلى رأسهم على مسيء الأحمر، فعندما ينتهي الدرس تكون هذه القيادات قد عرضت على كل من السعوديين وأذنابهم ثم العملاء وأذنابهم، وسمعت على مسيء الأحمر في محاضرة يقول فيها إن السعوديين يحرصون حرصاً شديداً على "تخليف" (من التخلف) اليمن وألا تسير التنمية بوجود السعودية. وقلت لصديق: ماذا سيقول الرجل للسعوديين بعد أن فتحوا له أكثر من حساب بنكي؟! ذكرني صديقي بقول النبي الكريم: "إذا لم تستح فاصنع ما شئت". فاتضح لي الآن أن هذا الحديث يشمل الجميع، قيادات حزبية ومدنية وعسكرية على السواء. وقد سمع شعبنا اليمني ومن بلغه النبأ حديث القيادي الناصري عبدالملك المخلافي، الذي قال بوضوح إن السعودية هي التي قتلت الزعيم الوطني إبراهيم محمد الحمدي، وأن الثأر في القريب العاجل! واتضح أن الثأر لن يكون من القتلة الذين باشروه بالمسدس والجنابي وحسب، وإنما من الشعب اليمني الذي أتاح لإبراهيم الحمدي فرصة ليعلم اليمنيين وكل الوطنيين في العالم خلال مدة سنتين وبضعة أشهر إن صدقت النية وتوفر الحس الوطني ووجد قبل وبعد برنامج تنموي واضح الخطة والمسار.
هل كان المخلافي يمزح عند تصريحه بأن السعودية قتلت الشهيد الحمدي؟! وهل كان علي (مسيء) الأحمر يضحك على الشعب اليمني عندما قال إن السعودية تقف عائقاً أمام تقدم الشعب اليمني؟! وهل كانت أمريكا تريد تسليم الإرهابي عبدالمجيد الزنداني ولم تقم باعتقاله وهو يعيش في الرياض عاصمة العمالة في العالم واللوبي الصهيوني وجناحها العسكري بقيادة علي مسيء الأحمر؟! وهل كان أصحاب الشعارات يسخرون من العروبة والاشتراكية والتقدم والوحدة والحرية التي دخل كثير من أنصارها السجون وذاقوا في هذه السجون لسعات الكهرباء والضرب بالأحذية والتعليق في الجو ناكسي رؤوسهم وإدخال عصي الكهرباء في أدبارهم حتى لتغلق بعض الشوارع كيلا ينتهي أنين المعذبين في الأرض إلى أذهان وأسماع المارة في الطريق؟! هل كل ذاك لعباً بشعور اليمنيين وسخرية منهم؟! إن كل يوم تتحقق فيه كثير من الحقائق التي جعلت شعبنا يفخر كل الفخر لأنه صاحب ثورتين سبتمبريتين تؤكدان أن اليمني شعب قادر على الحياة الكريمة.

أترك تعليقاً

التعليقات