فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
كيلا يوجد السلف الفاسد والذين يسمون بـ"المتحوثين" فلا بد من مصادرة أموال الشعب المنهوبة في البنوك وأعيان الأراضي أملاكاً وأوقافاً، فما زال الشرفاء وعديمو الشرف يترقبون متى سيأتي وقت العدالة لاسترداد حق الشعب، الذي قتله نظام "فاسد" طاش كالجراد فنهب وسرق، وكان عبارة عن "فاتورة" سددها الشعب الغائب من قوت أطفاله وصحته وتعليمه. بعبارة أخرى أن لصوص النظام "العفاشي" الفاشي الأوباش لما يزالون ينتظرون الحساب الذي لم يأتِ حتى الآن، ونرجو أن يكون قريباً.
لقد سمعت مقابلة مع مسؤول جهاز الهيئة العامة لمكافحة الفساد، قال فيها إن جهازه استرد "مليارات الريالات وملايين الدولارات"، والسؤال: هل أتى حين من الدهر حتى نأخذ ما بقي من مليارات وملايين الدولارات من "الإخوة" النهابين "المتفيدين" من نظام فاسد؟! وهل سنأخذ الأموال التي ينهبها بعض راكبي موجة "الصرخة"، الذين هم بمثابة موجة انتهازية تعيشها كل ثورات العالم؟!
ولم يكن الانتهازيون في عهد ثورة "أنصار الله" بدعاً في الانتهازية وركوب الموجات، سابقين ولاحقين، فقد عانى النبي الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام من هذه الانتهازية، الذين لم يخالط الإيمان بشاشة قلوبهم، فلقد قص القرآن الكريم والسيرة النبوية طرفاً من هؤلاء: "وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ فَإِنْ أُعْطُوا مِنْهَا رَضُوا وَإِنْ لَمْ يُعْطَوْا مِنْهَا إِذَا هُمْ يَسْخَطُونَ". وكانت قصص هؤلاء الانتهازيين تتوالى على مسمع النبي الكريم، وقد لاحظ ثراء قوم ترُبت أيديهم فلصقت في الأرض فقراً وفاقة، فإذا بهم يفاجئون الشعب بثراء عريض يبدو عليهم وأسرهم، حتى إذا ما سُئلوا: من أين لكم هذا؟ قالوا كما قال "الزعيم": هذه هدايا! فقال لهم النبي الكريم: هلا جلس أحدكم في بيت أمه فينتظر من يهدي له!
إن هدايا الأمراء غلول، "ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة".
يا أنصار الله، إن لصوصاً ينتظرون أن تنقذوا أموال الشعب من براثنهم وأنيابهم فبادروا، وبعض هؤلاء يركبون موجتكم فحاسبوا، كي تبطلوا سنة غير حميدة ورثها الخلف من السلف!
يا أنصار الله، كونوا قدوة صالحة يرحمكم الله!

أترك تعليقاً

التعليقات