فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -

أحب الناس في الشمال إبراهيم الحمدي لنزاهته، وأحبوا الشبيه سالم ربيع علي وأطلقوا عليه لقب "سالمين" (أكثر من سالم واحد) كأنهم أرادوا أكثر من سالم واحد، كما أحبوا رفيقه عبدالفتاح إسماعيل الذي كان شفيعاً للفقراء واستمر يعمل لصالحهم واستشهد من أجلهم شمالاً وجنوباً. وكره الناس الأفندم فخامة الرائد المقدم العقيد المشير الركن (ع. ع. ص) لأنه أفسد ونهب وسرق، فأثرى وأغنى ومكن مما ليس ممكناً رؤساء جمهورية الظل الأحمر وأبناءه ولاة عهد الشيخ الأحمر الذي ظن أبناؤه أن فخامة الرئيس حاول اغتياله في زيارة لبلد أفريقي، فلم ينجح لأنه "زودها حبتين" (بلهجة السواقين)، وحاول أن يغتال رئيس جمهورية الظل ورفيق دربه علي محسن صالح الأحمر وعديد رؤساء ظل آخرين كالشيخ عبدالمجيد الزنداني ومحمد إسماعيل وأحمد فرج... الخ.
بعبارة ثانية إن الشعوب من حقها أن تحظى بزعيم تحبه أو تكرهه. وقد وصل الأمر بمحبي الرئيس الحمدي أن قذفت الجماهير سيارة المقدم الغشمي بالأحذية أثناء مسيرة الجنازة (جنازة الحمدي)، فأبدى الشبيه سالمين رغبته بالترجل، غير أن "المقدم" منعه قائلاً: "بلا جنان!". وسبب إعجاب الناس بمسؤول ما أن هؤلاء القادة لهم مشروع أو رؤية واضحة لسياسة الحكم والتعامل مع المحكومين، وبدأ الآن حب الناس لمحمد علي الحوثي الذي عرفه اليمن أول مباشرته لعمله كرئيس للجنة الثورية، وبدأ ينمو هذا الحب لأنه عرف وربما عانى على المستوى الشخصي من ظلامات سابقة، فانطلق يقف إلى جانب المظلومين، وليته اختار من كل محافظة لجنة وفق شروطه لترد للناس الحقوق السليبة من قبل النظام المقبور لا سامحه الله!
بدأت الخطوة الأولى لثورة 21 أيلول الفتية، وظن اليمنيون بثورتهم خيراً، ولا بد من أن يبدى المواطنون في اليمن غير الميمون، ومن ضمن ما أراه أن تشكل ما يمكن أن تكون وزارة مظالم أو حسبة، فكثير من النساء لم يسلمهن أولياء أمورهن فصولهن، وبحكم العادة يمنعهن الحياء من المطالبة بحقوقهن. وإذا كان أنصار الله يحلمون بالزعامة أو الريادة فلينصروا المظلومين ويردوا الحقوق إلى أهلها.
لقد حاول اليمنيون تحت وطأة النظام السابق أن يصبروا على ما مسهم من ضراء، فلم يسعفهم هذا الصبر، وكان أن استجاب لهم القدر، فكانت ثورة الـ21 من أيلول 2014، فندعو لها بالثبات وحسن القدوة.

أترك تعليقاً

التعليقات