فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
لن أستطيع ولا غيري يستطيع إنكار ذكاء عبقري وبداهة مباغتة لـ«الزعيم المنتحر» علي عبدالله صالح -رحم الله من يستحق، وقد كان بليغاً عند أن شبه السلطة بأنها «رقص على رؤوس الثعابين»، وفلتة فاتته عبارة صاغها أحد حكماء اليمن، وهي: «عاقبة المحنش للحنش»، وهو مثل صادر عن بعض أجدادنا اليمنيين. وعندما نقول «المثل» فإننا إذا ما التمسنا مصدره، فإن مصدره هو التجربة والخبرة والمعاناة. فبالأمس القريب عرضت الحقيقة، صوتاً وصورة، تدمير مئات الصواريخ والألغام، وهي وجبة ضمن وجبات تدمير السلاح اليمني بحضور واحد من شروط الصهيونية (المسيحية)، وهو شرط من يمثل وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) الذي لم يثق في أن «آل عفاش» سينفذون الأمر الأمريكي بتدمير سلاح اقتطعه «المحنش» أو على الأصح «الكوبرا ذات الأجراس»، فأرسلوا -وعلى طائرة خاصة من طراز 530 حاملة الأثقال- خبراء تدمير الأسلحة. وإذا ما كان الرئيس السابق قد حبذ لا يحضر هذه الواقعة كل خبراء الرحلة التدميرية، لما فيه من استفزاز لأحرار اليمن، فقد اقترح عمار عفاش الاكتفاء بالفتاة الأمريكية ذات العقيدة الصهيونية المسيحية وصديقتها «الإسرائيلية» ذات الوظيفة نفسها. ولقد بدت الفتاة «الإسرائيلية» مبتهجة ضاحكة تتبادل الضحك مع «سيف الإسلام» عمار صالح، تتبادل مع هذا «الخراب» (وليس العمار) السيجار وعصير الخوخ والمانجو. يسعد عمار بأنه أنجز الوعد، وتسعد الفتاة «الإسرائيلية» بأنها انتصرت لقومها يهود، إذ أزاحت من أمام قومها خطراً محتملاً.
 أما الأمريكية فإنها استحقت وليمة فاخرة أقامها على شرفها السيد خوري، نائب الرئيس الأمريكي، في مقر السفارة الأمريكية بصنعاء.
كل يوم تظهر فضيحة بل فضائح جديدة «سيوف الإسلام» (آل عفاش)، وعلى رأسهم الزعيم - عامله الله بما يستحق، وباسم الشعب الغافل المغفل أن يتقدم للنائب العام بدعوى وطلب التحقيق فيما نشرته راديو وتلفزيون «الهوية» كل يوم جمعة من فضائح مالية بمئات بل وملايين الدولارات التي نهبها المقتول عفاش وولي عهده أحمد من الشعب اليمني، بل ينبغي أن تستدعي النيابة التاجر الحظا وعبده بورجي، المسؤولين عن بعض الصفقات، باعتبار الثاني وكيلاً لعفاش وشاهداً، والأول غاسل أموال ووكيلاً استثمارياً للعفاشيين الكبير والصغير. ونطلب باسم الشعب الغافل المغفل أن يذاع التحقيق على الهواء، كي لا يطمع الذي في قلبه مرض من القادمين إلى السلطة أن يسيروا على النهج القبيح نفسه!!
إن من حق النيابة، بل من حق الشعب على النائب العام، أن يرفع الدعوى إلى محاكم دولية لاسترداد مئات الملايين نهبها العفافيش ومعاونوهم من عرق الشعب وكدحه وكفاحه، ولا يعلمن أحد هذا الصمت الذي يكاد يكون مشبوهاً من قبل جهاز النيابة العامة، ولا يعلمن أحد فيمَ هذا الصمت المشبوه الذي يلجم جهاز الرقابة والمحاسب، فنسكت عن عدم كشف ملفات الطغاة، فلا تدع الجماهير اليمنية تكتشف الحقيقة.
لقد سئل الزعيم المقتول عن بعض هذه الملايين التي نهبها فقال أمام شاشات الإعلام إنها هدايا أهديت له!!
يا أنصار الله، إن شعبنا اليمني يموت جوعاً ويتضور عطشاً، فأين مليارات صالح وأسرته التي يمكن أن تسكت الجوع ولو لفترة بسيطة؟! إن مليارات المساعدات التي هي باسم الشعب اليمني لطشها زعيم اللصوص، فسجلت ديوناً على الشعب اليمني الفقير، وسلوا الجهاز المركزي للتخطيط كم هي المبالغ المسجلة باسم قروض عاجلة وآجلة على الشعب اليمني!
إن إغفال هذه السرقات -وبدون قصد- مساهمة في المشاركة مع العدوان على الشعب.

أترك تعليقاً

التعليقات