فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
هل بداية استرداد العقد الاجتماعي بين الدولة والرعية من أنياب الفوضى؟!
لقد قامت الثورات، ملكيات وجمهوريات، لإنجاز طرفين: الطرف الأول: المواطن، صاحب المصلحة الحقيقية من الثورة التغييرية، والطرف الثاني: الدولة، التي وُجدت من أجل المواطن. ولا بد من تحقيق أمر مهم، وهو أن العلاقة بين الطرفين متوترة، أو على وجه اليقين علاقة منفكة منقطعة، علاقة بغض وخصام. تشكل هذه العلاقة مقدمة نتيجتها: المواطن من أجل الدولة؛ جباية وإتاوات، ورسوم قهرية لخدمات (مشلولة) طريحة قوانين قسرية بدرجة فوق 60 اشتعال، تسير إلى الوراء بسرعة ألف تحت الصفر، حتى ليصبح ابتزاز المواطن سنة كونية من سنن الشرطة والكهرباء، وصارت مقولة: «جوِّعْ كلبك يتبعك» مقولة ناجزة تشكل علاقة الدستور الأعلى الذي يربط الحالة النفسية للمواطن بحالة نفسية الحاكم المريض عصابياً وبتوتر أكثر جنوناً وخروجاً على معقولية الواقع!!
إن بالإمكان «سمكرة» العلاقة بين فخامة الحاكم والفقير إلى الله تعالى (المواطن) بأقل التكاليف، وبسرعة الطيف، عن طريق «قلع» رئيس قسم شرطة فاسد، و»شنق» قاضٍ أصدر أحكاماً بأبرياء لم يستطيعوا دفع رشوة تنقذهم من حبل المشنقة... عن طريق مصادرة أموال تاجر سلع مصاص دماء المواطن، محتكر أقوات الملايين... عن طريق الحكم تعزيراً بتعليق اللا أمناء غير الشرعيين الذين يبيعون المباع مرات ومرات!!
آن الأوان للصلح بين الجمهورية والجمهور. ولا بد من أن يؤمن المصلحون بألا صلح ولا إصلاح بدون إرادة. والله والي المصلحة.

أترك تعليقاً

التعليقات