فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
سيرة الأنظمة العربية مع شعوبها سيرة سوداء شديدة الظلام، فلربما كانت القوة العدوانية الماثلة في الاحتلال العثماني للوطن العربي ومن بعده الأوروبي الذي قام بتقسيم تركة "الرجل المريض" في احتلال وطن العرب من الخليج شرقاً حتى الأطلس غرباً، ولما أفاق الوطن العربي على هذا الوضع المخزي ثار الشرفاء من أبنائه فطردوا الاستعمار المحتل، غير أن الاستعمار أبقى على مضمونه وشكله ماثلين في شخصيات منسوبة زوراً للمواطنة وقواعد لهذا الوطن أو ذاك.
وبينما ظهرت هذه الشخصيات فادعت الوطنية، إلا أنه سرعان ما سقطت هذه الدعاوى محققة ما قاله الشاعر الكبير أحمد شوقي:
والدعاوى ما لم تقم عليها بينات أبناؤها أدعياء
وللأسف الشديد فإن بعض هؤلاء الزعماء ينتسبون لآل البيت عليهم السلام، فالملك الحسين يدعي الهاشمية مع أنه أكبر عملاء أمريكا و"إسرائيل"، فالرئيس الأمريكي كارتر أصدر توجيهه بوقف مبلغ 10 ملايين دولار تصرفها وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (CIA) مقابل عمالته للكيان "الإسرائيلي"، ففي نهاية مؤتمر القمة العربية 1965 قام الملك الحسين بإعطاء قادة "إسرائيل" تفصيلاً لما دار في المؤتمر، وبعد ذلك اجتمع الحسين في شقة بباريس مع جولدا مائير وأبلغها أن هناك تأهباً أقصى بين سورية ومصر والفلسطينيين للحرب ضد "إسرائيل"، وإذ قامت "إسرائيل" بنشر هذه التسريبات في صحفها الرسمية وشبه الرسمية فإن وسائل الإعلام الأردنية بدورها عملت بالمثل ونشرت تواصل بعض الأنظمة التي تدعي الوطنية مع الكيان "الإسرائيلي" وهي الدول التي تقوم هذه الأيام جهرة وليس خفية بالتطبيع مع الكيان "الإسرائيلي"، وآخر هذا التطبيع مع الملك الهاشمي محمد السادس "أمير المؤمنين" لا أيده الله، بل وجد موضوع التطبيع في المجال الاستخباراتي مع ملاحظة أن والد سفير الإهانات العربية المتحدة يقوم بدور السمسار بين فقراء فلسطين واليهود لشراء مزارعهم وبيوتهم لليهود.
أعتذر للقارئ الكريم، فلقد شعرت بالغثيان وأنا أكتب في هذا الموضوع مما دعاني للتوقف. والله غالب على أمره.

أترك تعليقاً

التعليقات