فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
بعد غزوة حنين في السنة الثامنة للهجرة، قام سيدنا رسول الله عليه الصلاة والسلام بتوزيع الغنائـــم، فاختـــص المهاجرون، فانتهى إلى مسمع الرسول الكريم عبارة تعبر عن انزعاج الأنصار، قالها من لم يتعمق الإيمان قبله بعد: "لقي والله محمد قومه"، فخطب فيهم النبي خطبة ذكر فيها فضل الأنصار، ثم قال في نهايتها: "ألا تحبون أن يرجع الناس بالشاء والبعير وترجعون برسول الله إلى رحالكم؟!"، فبكى الأنصار وقالوا: رضينا برسول الله قسماً وحظاً. قال الشيخ محمد الغزال في كتابه "فقه السيرة": "لقد بشر النبي الكريم الأنصار بأنه خير لهم من الدنيا، ثم بشرهم بأنه سيموت بين ظهرانيهم، وهذا ما يفقه من هذا الحديث". سقنا هذا المثال ليقرأه القائمون على الزكاة بأنه لا بد من فقه الزكاة، أي من فقه المصارف الثمانية، لكي نقوم بترتيب الأولويات، بمعنى أن القرآن أن لم يكتفِ بقوله: "إنما الصدقات للفقراء"، ولكن قام بشيء من تفصيل ليفتح أمامنا فقه الأولويات. ونحن اليوم سعداء بما يقوم به رئيس هيئة الزكاة، الأستاذ أبو نشطان، غير أنا نبدي ملاحظة وهي أن النص القرآني لا يقيد الزكاة في هذه الأولويات وحسب، وإنما لنا أن نجعل الزكاة في بناء مدن سكنية للمعدمين ومصنع لإنتاج الدواء ومحطات لإنتاج أسطوانات الغاز وبناء صوامع الغلال ثم مصانع لحفظ الأغذية ومخازن للحبوب وشراء معدات لشق الطرق ودعم المزارعين في شق قنوات مائية ومصانع لإنتاج لوازم البيطرة الحيوانية... وليس آخراً دعم المخترعات العلمية.
إن دعم طلاب أوائل الجمهورية مثلاً خير من الإنفاق على عرس جماعي. وبناء سد خير من الإنفاق على مصرف "العاملين عليها". وبناء مركز إسعافي في حي أو أكثر من حي أولى من إعالة فقير قادر على العمل...
إنا بنيتنا الضرورية غير موجودة، أو غير مكتملة إن وجدت، وهو ما ينبغي أن يدخل ضمن مصارف الزكاة، وهو مقدم على مصرف الغارمين.
تحية للشيخ "أبو نشطان" ورفاقه المنفقين في سبيل الله من أهل الخير في بلدنا الحبيب.

أترك تعليقاً

التعليقات