النجدة يا سيد
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
إذا قال صدق، والوعد الحق من علامات النبوة يرثها صالحو الأمة المحمدية ما دامت السماوات والأرض، وهي منة يمتن بها الله الوهاب على عباده الذين يستخلفهم في أرضه، وخلافة الله تتحقق في إقامة العدل بين الناس وتعميم السلام وحفظ حدود الله، ورعاية خلقه، ويدخل الرعاة الذين أمن عليهم الله رعاته الصالحين وعباده المتقين، ولا يخفى على شرقي أو غربي أو شمالي أو جنوبي أو مسلم أو كافر ما ابتلى الله به عباده المؤمنين من عداوة أبداها وجاهر بها أشقاء عرب مسلمون تجمعنا بهم كلمة التوحيد وإيمان بالسنة النبوية والأصل الدموي الواحد والمصاهرة والنسب الواحد، لكنهم قوم بطروا معيشتهم وأملى لهم الشيطان كيده السافر المبين، فاعتدوا بوحشية سادرة، ضاربين بشرائع السماوات وقوانين الأرض، فهدموا البيوت على رؤوس المساكين والضعفاء والذين لا يقدرون على شيء، وعاثوا فساداً في اليمن بغير حق وقتلوا الألوف من اليمنيين أن يقولوا ربنا الله، حاربوا باسم الشيطان أمة مؤمنة لم يشهد التاريخ إلّا لها، أمة مسلمة نصرت دين الله وآوت نبيه ونصرته حين همت ثلة كافرة أن تنال منه فعصمه الله من شرهم بالأنصار فاستحقوا دعوة شملت الأجداد وأحفاد الأحفاد "اللهم انصر الأنصار وأبناء الأنصار وأبناء أبناء الأنصار"، فهي دعوة الدهر ما قامت القيامة.
طغى الإخوة الذين كنا نحسبهم سيعصمهم الله إن بدا شقاق أو خلاف يحدث بين الأشقاء وأبناء الخؤولة وأبناء العمومة، أن مجاورتهم للكعبة المشرفة وبيت الله الحرام، فاختاروا طريق الغواية الشيطانية سبيلاً، ولما يزل الظلم التاجر يمارس بغياً بغير الحق ضد أبناء اليمن، بل كلما مرت فترة أذاقوا الشعب اليمني صنوف الأذى من تجويع وقتل وسعي حثيث لاجتثاث حياة اليمن بكل صلف وطغيان، ويكاد اليمانون يموتون كباراً وصغاراً من الجوع والمرض والخوف والجنون.
ونحن نناشد قائد الأمة وحاكمها وحكيمها أن يوقف هذا الموت وهذا الجنون، فلقد عزم أن يكف بأس الذين كفروا ويصدق ما وعد، فاليمانون أبيحت كرامتهم وأهدرت حقوقهم وصعدت أرواحهم إلى السماء تشكوا ظلم قوم مسرفين ظالمين، ففيم التباطؤ في الاقتصاص من هؤلاء الذين استمرؤوا صبرنا وحلمنا وحكم الله فيهم؟!
الوعد الحق يا سيد، والله سائلك عن رعيتك، فلم ندخر الفرط صوتي وهم يستحقونه؟! استحق من هو قبلهم من إخوانهم "آل حيفا" و"تل أفيف"...
سبيل الله يا سيد، فالشرط ناجز، وقد طال الجوع والمرض والفقر، ففيم نأخذ الدنية في ديننا ودنيانا؟! لقد حاورت السيول الربوات الكثيرات، متنا جوعاً وفقراً ومرضاً وخوفاً وذلاً ولم نعد نطيق الصبر، والمطلوب فتح الأوراق ومكاشفة شعبكم بما يليق.
شقيق عربي مسلم يقتل شقيقه، وليست المسألة أمريكا، فالعاقل لا يقتل أخاه أو يميته جوعاً أو يفنيه مرضاً لأن أمريكا تريد ذلك!
المسألة مسألة إرادة أو الوصول إلى الملك بأي ثمن، ولو كان هذا الثمن قتل الأخ وتدمير الدين والمروءة والشهامة والأخوة، وطاعة الشيطان الرجيم لعنه الله وغضب عليه ومن اتبعه "إنما يريد الشيطان أن يغويكم".
يا سيد عبدالملك، الناس يعانون الجوع، بل الموت من الجوع، فترى كثيراً من أصحاب القصور والدور يعيشون مع أسرهم بالدكاكين، والموظفين بلا رواتب وأصبحوا يتكففون الناس في الشوارع شحاذين، وموظفوك المحترمون لا ينصفون المظلومين من مؤجري البيوت؛ لأنهم أصحاب البيوت!
ولا نجد ما يكفي عائلة من طعام وشراب، فمن أين لهم؟! وكنا اقترحنا أن تقام أفران الخبز في الحارات والشوارع بدل أن يبحث الفقراء الجائعون عن الطعام والشراب في براميل الزبالة.
سيدي الكريم، في الشمال والجنوب رعاياك، فمتى تحررونهم من عذاب المستعمر اللدود والعدو الحقود الحسود؟!
صاروخ "فرط" أو "فرطان" يقيانا من الإفراط والتفريط. عسى أن يجعل الله على الكافرين سبيلا، فقد كثر بها السعوديون وأشياعهم من النصارى واليهود والهنود وبقية الأعراب والمسلمين من الذين باعوا دينهم لابن خادع الحرمين الشريفين تولاه الشيطان بما هو أهله، والحكم لله الواحد القهار
بفارغ الصبر ينتظر موظفو الدولة وأسرهم التي تموت جوعاً عيدي الفطر والأضحى، لاستلام ما تيسر من الفتات التي تسمى مرتبات!
سيدي عبدالملك، على من تركنون بنا؟! على قانون الإيجارات الذي -كما قيل- وصنعه أصحاب البيوت؟! أم على أمانات العواصم الذين لم يستطيعوا أن يحكموا سوق «الكدم»، وبعض رؤساء الأقسام الفاسدين وأصحاب الصيدليات فاسدي الضمائر وتجار الطعام الجشعين الذين لا قانون لهم ولا خلق ولا دين؟!
يا سيد، لا نملك إلّا أن نموت، وإن كان لا بد فتُكتسح حدودنا المغتصبة من قبل السعوديين الفاسقين الذين دمروا وأسرفوا في الدمار والفجور والقتل بغير حق، فالموت في سبيل الله أشرف وأكرم عند الله والناس والجن والملائكة.
لقد مات كثير من أبناء اليمن جوعاً ومرضاً، فالمطارات مغلقة، والمشافي بلا دواء، والأطفال بدون مدارس، والمدن والقرى بلا كهرباء ولا كبرياء ولا غذاء!
يا سيد، لمن يشكو أهل اليمن في الشمال والجنوب؟!
وا غوثاه وا نجدتاه! لقد ذل اليمانون...
اشترى ابن سلمان ليس الإعلام للتدجيل والتضليل وحسب، وإنما استأجر الطيارين اليهود ليقصفوا اليمن حجراً وشجراً وإنساناً، وفوق ذلك يحاصروننا براً وجواً وبحراً!
نرجو أن تغيروا علينا، فلمن يُدَّخَر السلاح والطيران والصواريخ بصنوفها المختلفة صوتية وفرط صوتية؟!
قواتنا المسلحة قادرة على النجدة، منتظرة إشارة التحرر من الجوع والمرض والإذلال... فشيء لله يا سيد!

أترك تعليقاً

التعليقات