فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
يجيء شهر رمضان المبارك والعدوان الأعرابي الهمجي مايزال ينال من اليمنيين، وهو عدوان كافر بكل القيم الدينية والأعراف، العربية والعجمية.
ولقد كشف هذا العدوان أنه بالغ العداء والخصومة الفاجرة، وأنه اتخذ كل أساليب الدمار، دمار البلاد والعباد، وأن زرع الفتن أحد هذه الأسباب القذرة، وهو أسلوب جاء به الاحتلال البريطاني في الوطن العربي (فرِّقْ تسُدْ). ولقد ورث اليمني في الجنوب هذا الأسلوب؛ فهذا «أبيني» وهذا «يافعي» وهذا «طغمة» وهذا «زمرة»... فقتل سالم قحطان، وقتل علي ناصر عبدالفتاح... وورث الشمال أيضا هذا الأسلوب؛ فالزيدي يقتل الشافعي، والشافعي يحقد على الزيدي، والشافعي والزيدي يكفّران الإسماعيلي، والغشمي يقتل الحمدي، والجمهوري يقاتل الملكي، والملكي يمقت الجمهوري... الخ.
يجيء رمضان هذا العام وقد سقطت الأقنعة، فظهرت أوضح ما تكون الوجوه وضوحاً، فالوطني الذي زعم أنه يتنفس وطنية ظهر أنه عميل فاجر يقود عدوانا على وطنه، والعالم الحجة يظهر أنه ماسوني ولو أن عنده شيئا من تقوى وزهد وورع لما حرّض على إخوانه اليمنيين والمسلمين واستدعى الفصل الأممي السابع لدمار وطنه، واتضح التقدمي الذي حفظ «أناجيل» ماركس وهيجل إنجلز أنه مغرق في الرجعية السوداء، إن كان ثمة ألوان للتقدمية والرجعية. وظهر عابد ميثاق مارس الناصري الاشتراكي أنه غارق في العصبية البدوية الجاهلية القبلية...
يجيء رمضان والأمة اليمنية تعاني -بفعل عدوان أحمق- من الجوع والمرض، بخطوط ألوان الفشل الكلوي والسرطانات والصرع واضطراب الأعصاب ومقدمات الأزمات القلبية والزهايمر والحمّى الشوكية وبقية الألوان، وحرب عصابات الصناعات الغذائية الفاسدة والأدوية القاتلة، وعملاء الريال والدرهم والدولار والليرة!
يجيء رمضان والمفاوضات العمانية حائرة بين تعنّت السعوديين، الذين أدمنوا التعنّت واختلاق الأعذار، وبين ضرورة الحياة لليمنيين، الذين لا ينبغي أن يستمرئوا المروءة حتى الموت!
إن الشعب اليمني قد تعب مروءة، فلقد أضافت هذه المروءة أعباء إلى أعبائه الكثيرة، ولقد نفد صبر أهل اليمن من زمن بعيد، واليمني يستمد هذا الصبر من رؤيته للعقال السعودي والشال العماني يُرميان إلى حضنه كل دقيقة من دقائق المفاوضات: بجاه الله وحق العيش والملح وحق المجورة والأخوة! فإذا كان المسؤولون اليمنيون يمثلون الشعب بحق، فالشعب يريد الحرب، إنقاذاً له من الموت وإنفاذاً للعهد بالوفاء للشعب. وبكل توكيد سيعذرنا أشقاؤنا الوسطاء في عمان إن نحن أعدنا حقنا بالنار، بعد أن فشل الثلج الأبيض في أن يخمد حريقاً، وشي لله يا مشاط!

أترك تعليقاً

التعليقات