الصلح خير
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
في صلح الحديبية، الذي أبرم بين المسلمين بقيادة سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، أملت قريش شروطها، ورأى قليل من الصحابة أن هذه الشروط جائرة ظالمة، لدرجة أن بعض المسلمين ذهب في القول: «فيم نرضى الدنية في ديننا؟!»، والمعنى فيم نضام ونذل؟!
لقد كان من بين هذه الشروط أن من جاء من قريش مسلماً هارباً من قريش فإن على المسلمين أن يرجعوه إلى قريش، ومن ذهب إلى قريش من المسلمين لا يرجعونه، وأن على المسلمين ألا يعتمروا هذا العام بل في العام القادم... فقبل النبي الكريم هذه الشروط. كان وفد قريش إلى النبي أكثر من مفاوض، حتى كان سهيل بن عمرو آخر مفاوض، حتى لقد قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم: سهيل سهله الله، وأثناء المفاوضات جاء ولد سهيل يرسف في قيوده هارباً من قريش، فطلب المشركون أن يرد المسلمون ولد سهيل، فرده رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى المشركين احتراماً للعقد الذي لم يجف مداده بعد... الخ.
رأى النبي الكريم أن من هرب من المسلمين إلى قريش إنما وفر على المسلمين والإسلام شخصاً لم يطمئن قلبه للإسلام، فوقى الله المسلمين شره من ناحية، وربما ليكون داعية للإسلام، ومثله تعاليمه فيكسب المسلمون عنصراً مهماً من عناصر الدعوة الإسلامية، بل إن من يرده المسلمون من شخص أو أشخاص إلى قريش إنما يمثل أو يمثلون طليعة الإسلام في بيئة كافرة مشركة.
والسؤال: هل هذا الصمت الذي ينكره جموع اليمنيين من قبل قيادة أنصار الله يسير على غرار ما حصل في الحدييبة أيام النبي؟!
لقد كثر استفزاز «الأشقاء» في المملكة، يقتلون اليمنيين في الحدود ويصادرون أموالهم في الداخل ولا يكون لليمنيين رد فعل، إلى درجة أن يسأل اليمنيون هذا السؤال: هل السعودية أقوى من أساطيل أمريكا وبوارجها وأموالها حتى يهابها اليمن؟!

أترك تعليقاً

التعليقات