فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -

ألوف الطلعات الجوية تقصف البشر والحجر والشجر، تؤدي الدمار بأحدث القاذفات الجوية ضد اليمن عمراناً وغير عمران، ولم يعد المواطن السعودي العادي يسأل لماذا هذا الفجور في الخصومة؟! فهو إن يذهب إلى المسجد سوف يسمع أن الله قد وكل جلالة الملك وولي عهده الأمين وأصحاب السمو الأمراء وأصحاب المعالي الوزراء أن ينتقموا من أعداء الإسلام والمسلمين عابدي النار المجوس الذين ينوون الاستيلاء على حرم الله الآمن بيت الله الحرام! وإن جلس هذا السعودي في البيت فإنه سيتلقى هذه الهجمة الإعلامية من خلال "الحدث" الأكبر والأصغر إمبراطورية (MBC) وأخواتها، هذه الهجمة التي تذهب مذهب ابن باز في أن أهل الكتاب يهوداً ونصارى أخف وطأة من المجوس وجيرانهم في العراق الذي يقوده الكافر صدام حسين الذي يعتقد عقيدة "البعث"، وهي عقيدة كافرة لا شك ولا ريب، وكل الناس وخاصة المغفلين الغافلين قد دعوا إلى رفع الأكف -كما قال المفتي العام ابن باز- أن يلهم أولي الأمر الذود عن دين الله ولو كان بالجيش الأمريكي، ولو كان معظمهم من اليهود، لأن اليهود هم أهل كتاب بخلاف صدام الذي ليس له دين غير دين الشيطان، وهو دين العلمانية وهو الكفر البواح. دعاهم ابن باز وكل الأئمة الصغار والكبار من الوهابيين أن يرفعوا الأكف لأن الرفع أقرب إلى استنزال النصر من عند الله كما ورد في مسند الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله.
لم يسأل هذا المجتمع السعودي صاحب جلالتهم: ما ذنب ألوف الأطفال اليمنيين الذين لم يصلوا عمر الكفر، تنهدم بيوتهم فوق رؤوسهم ولم يبلغوا سن التكليف بعد؟! وما ذنب هذه المقابر التي يبعثونها هياكل عظمية من باطن الأرض؟! وما ذنب هذه الآثار التي سجلت أيام حياتها تاريخاً ناصع البياض، فكر أمة وخلاصة فن؟! ويبدو أن أوسخ مرحلة في تاريخ الحروب في طول الدنيا وعرضها هي مرحلة بني سعود، التي استفتحت عهدها بذبح ألوف اليمنيين في منطقة "تنومة" حين كانوا على سفر "قاصدين" بيت الله الحرام، ولم تغلق هذه المرحلة حتى الآن، فما زال الجزار يذبح حتى تكاد سحب البارود تغلق فضاء السماوات ويصادر هذه البارود حاسة شم أنوف الأحرار والعبيد على السواء. ألوف الطلعات الجوية، نعم، ألوف الأعداد التي تتبعها الأصفار هي والبقية في الطريق قتلاً وإرهاباً لكل الشعب اليمني، لا ليستمر التنكيل، ولكن ليحصل الاجتثاث لكل ما هو يمني. والله المستعان.

أترك تعليقاً

التعليقات